الغزل هو مصدر الفعل الماضي غزلَ، ومضارعه يغزل، وهو من الفنون الشعرية، ومعناه التغني بالجمال، والشوق إليه، والشكوى من بعده، وهذا الفن الشعري نُظم وقيل بهدف التقرب من المحبوبة، والتمسك بها، ووصف محاسنها وجمالها، وقيل أيضًا بهدف إظهار مشاعر وعواطف الشاعر الصادقة اتجاه محبوبته، من خلال تجربته الخاصة التي بثّها في هذه القصائد، ويقسم الغزل لنوعين: الغزل العذري، والغزل الحسي.[١]

قصيدة إنِّي ذَكرتُكِ بالزَّهراءِ مُشتاقَا

يقول الشاعر ابن زيدون:[٢]


أَضحى التَنائي بَديلاً مِن تَدانينا وَنابَ عَن طيبِ لُقيانا تَجافينا أَلّا وَقَد حانَ صُبحُ البَينِ صَبَّحَنا حَينٌ فَقامَ بِنا لِلحَينِ ناعينا مَن مُبلِغُ المُلبِسينا بِاِنتِزاحِهِمُ حُزناً مَعَ الدَهرِ لا يَبلى وَيُبلينا أَنَّ الزَمانَ الَّذي ما زالَ يُضحِكُنا أُنساً بِقُربِهِمُ قَد عادَ يُبكينا غيظَ العِدا مِن تَساقينا الهَوى فَدَعَوا بِأَن نَغَصَّ فَقالَ الدَهرُ آمينا فَاِنحَلَّ ما كانَ مَعقوداً بِأَنفُسِنا وَاِنبَتَّ ما كانَ مَوصولاً بِأَيدينا وَقَد نَكونُ وَما يُخشى تَفَرُّقُنا فَاليَومَ نَحنُ وَما يُرجى تَلاقينا يا لَيتَ شِعري وَلَم نُعتِب أَعادِيَكُم هَل نالَ حَظّاً مِنَ العُتبى أَعادينا لَم نَعتَقِد بَعدَكُم إِلّا الوَفاءَ لَكُم رَأياً وَلَم نَتَقَلَّد غَيرَهُ دينا ما حَقَّنا أَن تُقِرّوا عَينَ ذي حَسَدٍ بِنا وَلا أَن تَسُرّوا كاشِحاً فينا كُنّا نَرى اليَأسَ تُسلينا عَوارِضُهُ وَقَد يَئِسنا فَما لِليَأسِ يُغرينا بِنتُم وَبِنّا فَما اِبتَلَّت جَوانِحُنا شَوقاً إِلَيكُم وَلا جَفَّت مَآقينا نَكادُ حينَ تُناجيكُم ضَمائِرُنا يَقضي عَلَينا الأَسى لَولا تَأَسّينا حالَت لِفَقدِكُمُ أَيّامُنا فَغَدَت سوداً وَكانَت بِكُم بيضاً لَيالينا إِذ جانِبُ العَيشِ طَلقٌ مِن تَأَلُّفِنا وَمَربَعُ اللَهوِ صافٍ مِن تَصافينا وَإِذ هَصَرنا فُنونَ الوَصلِ دانِيَةً قِطافُها فَجَنَينا مِنهُ ما شينا لِيُسقَ عَهدُكُمُ عَهدُ السُرورِ فَما كُنتُم لِأَرواحِنا إِلّا رَياحينا لا تَحسَبوا نَأيَكُم عَنّا يُغَيِّرُنا أَن طالَما غَيَّرَ النَأيُ المُحِبّينا وَاللَهِ ما طَلَبَت أَهواؤُنا بَدَلاً مِنكُم وَلا اِنصَرَفَت عَنكُم أَمانينا يا سارِيَ البَرقِ غادِ القَصرَ وَاِسقِ بِهِ مَن كانَ صِرفَ الهَوى وَالوُدُّ يَسقينا وَاِسأَل هُنالِكَ هَل عَنّى تَذَكُّرُنا إِلفاً تَذَكُّرُهُ أَمسى يُعَنّينا وَيا نَسيمَ الصَبا بَلِّغ تَحِيَّتَنا مَن لَو عَلى البُعدِ حَيّا كانَ يُحَيّينا فَهَل أَرى الدَهرَ يَقضينا مُساعَفَةً مِنهُ وَإِن لَم يَكُن غِبّاً تَقاضينا رَبيبُ مُلكٍ كَأَنَّ اللَهَ أَنشَأَهُ مِسكاً وَقَدَّرَ إِنشاءَ الوَرى طينا أَو صاغَهُ وَرِقاً مَحضاً وَتَوَّجَهُ مِن ناصِعِ التِبرِ إِبداعاً وَتَحسينا إِذا تَأَوَّدَ آدَتهُ رَفاهِيَةً تومُ العُقودِ وَأَدمَتهُ البُرى لينا كانَت لَهُ الشَمسُ ظِئراً في أَكِلَّتِه بَل ما تَجَلّى لَها إِلّا أَحايينا كَأَنَّما أُثبِتَت في صَحنِ وَجنَتِهِ زُهرُ الكَواكِبِ تَعويذاً وَتَزيينا ما ضَرَّ أَن لَم نَكُن أَكفاءَهُ شَرَفاً وَفي المَوَدَّةِ كافٍ مِن تَكافينا يا رَوضَةً طالَما أَجنَت لَواحِظَنا وَرداً جَلاهُ الصِبا غَضّاً وَنَسرينا وَيا حَياةً تَمَلَّينا بِزَهرَتِها مُنىً ضُروباً وَلَذّاتٍ أَفانينا وَيا نَعيماً خَطَرنا مِن غَضارَتِهِ في وَشيِ نُعمى سَحَبنا ذَيلَهُ حينا لَسنا نُسَمّيكِ إِجلالاً وَتَكرِمَةً وَقَدرُكِ المُعتَلي عَن ذاكَ يُغنينا إِذا اِنفَرَدتِ وَما شورِكتِ في صِفَةٍ فَحَسبُنا الوَصفُ إيضاحاًّ وَتَبيينا يا جَنَّةَ الخُلدِ أُبدِلنا بِسِدرَتِها وَالكَوثَرِ العَذبِ زَقّوماً وَغِسلينا كَأَنَّنا لَم نَبِت وَالوَصلُ ثالِثُنا وَالسَعدُ قَد غَضَّ مِن أَجفانِ واشينا إِن كانَ قَد عَزَّ في الدُنيا اللِقاءُ بِكُم في مَوقِفِ الحَشرِ نَلقاكُم وَتَلقونا سِرّانِ في خاطِرِ الظَلماءِ يَكتُمُنا حَتّى يَكادَ لِسانُ الصُبحِ يُفشينا لا غَروَ في أَن ذَكَرنا الحُزنَ حينَ نَهَت عَنهُ النُهى وَتَرَكنا الصَبرَ ناسينا إِنّا قَرَأنا الأَسى يَومَ النَوى سُوَراً مَكتوبَةً وَأَخَذنا الصَبرَ تَلقينا أَمّا هَواكِ فَلَم نَعدِل بِمَنهَلِهِ شُرَباً وَإِن كانَ يُروينا فَيُظمينا لَم نَجفُ أُفقَ جَمالٍ أَنتِ كَوكَبُهُ سالينَ عَنهُ وَلَم نَهجُرهُ قالينا وَلا اِختِياراً تَجَنَّبناهُ عَن كَثَبٍ لَكِن عَدَتنا عَلى كُرهٍ عَوادينا نَأسى عَلَيكِ إِذا حُثَّت مُشَعشَعَةً فينا الشَمولُ وَغَنّانا مُغَنّينا لا أَكؤُسُ الراحِ تُبدي مِن شَمائِلِنا سِيَما اِرتِياحٍ وَلا الأَوتارُ تُلهينا دومي عَلى العَهدِ ما دُمنا مُحافِظَةً فَالحُرُّ مَن دانَ إِنصافاً كَما دينا فَما اِستَعَضنا خَليلاً مِنكِ يَحبِسُنا وَلا اِستَفَدنا حَبيباً عَنكِ يَثنينا وَلَو صَبا نَحوَنا مِن عُلوِ مَطلَعِهِ بَدرُ الدُجى لَم يَكُن حاشاكِ يُصبينا أَبكي وَفاءً وَإِن لَم تَبذُلي صِلَةً فَالطَيّفُ يُقنِعُنا وَالذِكرُ يَكفينا وَفي الجَوابِ مَتاعٌ إِن شَفَعتِ بِهِ بيضَ الأَيادي الَّتي ما زِلتِ تولينا عَلَيكِ مِنّا سَلامُ اللَهِ ما بَقِيَت صَبابَةٌ بِكِ نُخفيها فَتَخفينا



قصيدة قفا نبك من ذكرى حبيبٍ ومنزل

يقول الشاعر امرؤ القيس:[٣]


مُهَفهَفَةٌ بَيضاءُ غَيرُ مُفاضَةٍ تَرائِبُها مَصقولَةٌ كَالسَجَنجَلِ كَبِكرِ المُقاناةِ البَياضِ بِصُفرَةٍ غَذاها نَميرُ الماءِ غَيرُ المُحَلَّلِ تَصُدُّ وَتُبدي عَن أَسيلٍ وَتَتَّقي بِناظِرَةٍ مِن وَحشِ وَجرَةَ مُطفِلِ وَجيدٍ كَجيدِ الرِئمِ لَيسَ بِفاحِشٍ إِذا هِيَ نَصَّتهُ وَلا بِمُعَطَّلِ وَفَرعٍ يَزينُ المَتنَ أَسوَدَ فاحِمٍ أَثيثٍ كَقِنوِ النَخلَةِ المُتَعَثكِلِ غَدائِرُها مُستَشزِراتٌ إِلى العُل تَضِلُّ العِقاصَ في مُثَنّىً وَمُرسَلِ وَكَشحٍ لَطيفٍ كَالجَديلِ مُخَصَّرٍ وَساقٍ كَأُنبوبِ السَقِيِّ المُذَلَّلِ وَتَعطو بِرَخصٍ غَيرِ شَثنٍ كَأَنَّهُ أَساريعُ ظَبيٍ أَو مَساويكُ إِسحِلِ تُضيءُ الظَلامَ بِالعِشاءِ كَأَنَّه مَنارَةُ مَمسى راهِبٍ مُتَبَتِّلِ وَتُضحي فَتيتُ المِسكِ فَوقَ فِراشِه نَؤومُ الضُحى لَم تَنتَطِق عَن تَفَضُّلِ إِلى مِثلِها يَرنو الحَليمُ صَبابَةً إِذا ما اِسبَكَرَّت بَينَ دِرعٍ وَمِجوَلِ



قصيدة بان الخليط ولو طوعت ما بانا

يقول الشاعر جرير:[٤]


لَقَد كَتَمتُ الهَوى حَتّى تَهَيَّمَني لا أَستَطيعُ لِهَذا الحُبُّ كِتمانا كادَ الهَوى يَومَ سَلمانينَ يَقتُلُني وَكادَ يَقتُلُني يَوماً بِبَيدانا وَكادَ يَومَ لِوى حَوّاءَ يَقتُلُني لَو كُنتُ مِن زَفَراتِ البَينِ قُرحانا لا بارَكَ اللَهُ فيمَن كانَ يَحسِبُكُم إِلّا عَلى العَهدِ حَتّى كانَ ما كانا مِن حُبَّكُم فَاِعلَمي لِلحُبِّ مَنزِلَةً نَهوى أَميرُكُمُ لَو كانَ يَهوانا لا بارَكَ اللَهُ في الدُنيا إِذا اِنقَطَعَت أَسبابُ دُنياكَ مِن أَسبابِ دُنيانا يا أُمَّ عُثمانَ إِنَّ الحُبُّ عَن عَرضٍ يُصبي الحَليمَ وَيُبكي العَينَ أَحيانا ضَنَّت بِمَورِدَةٍ كانَت لَنا شَرَعاً تَشفي صَدى مُستَهامِ القَلبِ صَديانا كَيفَ التَلاقي وَلا بِالقَيظِ مَحضَرُكُم مِنّا قَريبٌ وَلا مَبداكِ مَبدانا نَهوى ثَرى العِرقِ إِذ لَم نَلقَ بَعدَكُمُ كَالعِرقِ عِرقاً وَلا السُلّانِ سُلّانا ما أَحدَثَ الدَهرُ مِمّا تَعلَمينَ لَكُم لِلحَبلِ صُرماً وَلا لِلعَهدِ نِسيانا أَبُدِّلَ اللَيلُ لا تَسري كَواكِبُهُ أَم طالَ حَتّى حَسِبتُ النَجمَ حَيرانا يا رُبُّ عائِذَةٍ بِالغَورِ لَو شَهِدَت عَزَّت عَلَيها بِدَيرِ اللُجِّ شَكوانا إِنَّ العُيونَ الَّتي في طَرفِها حَوَرٌ قَتَلنَنا ثُمَّ لَم يُحيِينَ قَتلانا يَصرَعنَ ذا اللُبَّ حَتّى لا حِراكَ بِهِ وَهُنَّ أَضعَفُ خَلقِ اللَهِ أَركانا



قصيدة ألا قل لهند أحرجي وتأثمي

يقول الشاعر عمر بن أبي ربيعة:[٥]


وَإِنّي لِأُذري كُلَّما هاجَ ذِكرُكُم دُموعاً أَغَصَّت لَهجَتي بِتَكَلُّمِ وَأَنقَدُ طَوعاً لِلَّذي أَنتَ أَهلُهُ عَلى غِلظَةٍ مِنكُم لَنا وَتَجَهُّمِ أُلامُ عَلى حُبِّ كَأَنّي سَنَنتُهُ وَقَد سُنَّ هَذا الحُبُّ مِن قَبلِ جُرهُمِ وَقالَت أَطَعتَ الكاشِحينَ وَمَن يُطَع مَقالَةَ واشٍ كاذِبِ القَولِ يَندَمِ وَصَرَّمتَ حَبلَ الوُدِّ مِن وُدِّكَ الَّذي حَباكَ بِمَحضِ الوُدِّ قَبلَ التَفَهُّمِ فَقُلتُ اِسمَعي يا هِندُ ثُمَّ تَفَهَّمي مَقالَةَ مَحزونٍ بِحُبِّكِ مُغرَمِ لَقَد ماتَ سِرّي وَاِستَقامَت مَوَدَّتي وَلَم يَنشَرِح بِالقَولِ يا حَبَّتي فَمي فَإِن تَقتُلي في غَيرِ ذَنبٍ أَقُل لَكُم مَقَلَةَ مَظلومٍ مَشوقٍ مُتَيَّمِ هَنيئاً لَكُم قَتلي وَصَفُّ مَوَدَّتي فَقَد سيطَ مِن لَحمي هَواكِ وَمِن دَمي



قصيدة أَيَحِقُّ لي في غَيرِها الغَزلُ

يقول الشاعر إلياس أبو شبكة:[٦]


أَيَحِقُّ لي في غَيرِها الغَزلُ وَعَلى فَمي مِن قَلبِها قُبَلُ وَكَأَنَّني في عَينِها لَهَبٌ بِفُؤادِها الوَلهانِ مُتَّصِلُ يَبدو رَماداً حينَ تَلحَظُنا عينٌ وَحينَ تَغيبُ يَشتَعِلُ يا خَيرَ مَن حَنَّت لَها مُهَجٌ وَأَحبَّ مَن غَزَلَت لَها مُقَلُ أَفرَغتِ عِطرَكِ في دَمي فَعَلى شِعري عَبيرٌ مِنكِ مُنهَمِلُ لَولاكِ جفَّ الشِعرُ في كَبِدي وَحييتُ لا حبٌّ وَلا أَمَلُ



قصيدة لم أزل في الحب يا أملي

يقول الشاعر عبد الغني النابلسي:[٧]


لم أزل في الحب يا أملي أخلط التوحيد بالغزلِ وعيوني فيك ساهرة دمعها كالصيب الهطل ليت لي من نور طلعتكم لمحةً كي تنطفي غللي إن أحشائي بكم تلفت بل وجسمي في الغرام بَلي واصطباري يوم جفوتكم زال والتهيام لم يزل جد لعيني باللقاء ولو في الكرى يا غاية الأمل وتلطف بالمشوق ودع ذا الجفا واعطف وجُد وصِل وأبح مضناك بعض لقا يا شفا قلبي من العلل يا منى هذا الفؤاد ويا بغيتي يا كلَّ متكلي يا ضيا شمسي إذا طلعت في الضحى مني وفي الطَفَل يا مرادي حين قلت ويا جلَّ قصدي حين لم أقل خذ أماناً من قلاك لنا إننا منه على وجل ثم كن فيما يكون كما كنت في أيامك الأُوَل ذا التجافي كم أكابده آهِ قلَّت في الهوى حيلي والذي أهواه مشتمل من ملاح الكون في حلل وسرت من نحو كاظمة نسمة فيها انمحى طللي وبروق الحي لامعة حان لما أومضت أجلي هذه الأكوان أجمعها شمَّةٌ من وردة الأزل عطرتني عندما نفحت ما أنا عنها بمشتغل طيب أثواب المليح بدا فائحاً من جانب الكلل وثغور الزهر قد بسمت من روابي أشرف الرسل يا عذولاً لامني سفهاً أنا لا أصغي إلى العَذَل قلبي المضنى حليف جوىً عن هوى الغزلان لم يَحُل مغرم صب بذي عظم جلَّ عن علمي وعن عملي ما له في الخلق من شبه ما له في الأمر من مثل جل عن قولي أجلُّ وعن كل خاف لي وكل جلي ذو اتصال غير متصل وانفصال غير منفصل لم يمل عن أمره أحد دائماً في سائر الملل غير أن الأمر منقسم للصواب المحض والزلل وانقسام الأمر يظهر في مقتضى أشخاصه السفل وهو في العلياء واحدة قبل أن يبدو لذي مقل هذه أبهى ملابسنا حلة زرَّت على بطل لم نفصلها لغير فتى عزمه خالٍ من الكسل خمرة منها النهى سكرت شربة أحلى من العسل فاقبلونا يا أحبتنا وأبشروا بالمنزل الجلل



قصيدة أَحَبُّ مِنَ النِساءِ وَهُنَّ شَتّى

يقول الشاعر الفرزدق:


أَحَبُّ مِنَ النِساءِ وَهُنَّ شَتّى حَديثَ النَزرِ وَالحَدَقَ الكِلالا مَوانِعُ لِلحَرامِ بِغَيرِ فُحشٍ وَتَبذُلُ ما يَكونُ لَها حَلالا وَجَدتُ الحُبَّ لا يَشفيهِ إِلّا لِقاءٌ يَقتُلُ الغُلَلَ النِهالا أَقولُ لِنِضوَةٍ نَقِبَت يَداها وَكَدَّحَ رَحلُ راكِبِها المَحالا وَلَو تَدري لَقُلتُ لَها اِشمَعِلّي وَلا تَشكي إِلَيَّ لَكِ الكَلالا فَإِنَّكِ قَد بَلَغتِ فَلا تَكوني كَطاحِنَةٍ وَقَد مُلِئَت ثِفالا فَإِنَّ رَواحَكِ الأَتعابُ عِندي وَتَكليفي لَكِ العُصَبَ العِجالا وَرَدّي السَوطَ مِنكِ بِحَيثُ لاقى لَكِ الحَقَبُ الوَضينَ بَحَيثُ جالا فَما تَرَكَت لَها صَحراءُ غَولٍ وَلا الصَوّانُ مِن جَذَمٍ نِعالا تُدَهدي الجَندَلَ الحَرِّيَّ لَمّا عَلَت ضَلِضاً تُناقِلُهُ نِقالا فَإِنَّ أَمامَكِ المَهدِيَّ يَهدي بِهِ الرَحمَنُ مَن خَشِيَ الضَلالا وَقَصرُكِ مِن نَداهُ فَبَلِّغيني كَفَيضِ البَحرِ حينَ عَلا وَسالا نَظَرتُكَ ما اِنتَظَرتُ اللَهَ حَتّى كَفاكَ الماحِلينَ بِكَ المَحالا نَظَرتُ بِإِذنِكَ الدَولاتِ عِندي وَقُلتُ عَسى الَّذي نَصَبَ الجِبالا



قصيدة أحبك جداً

يقول الشاعر نزار قباني:[٨]


أحبك جداً وأعرف أن الطريق إلى المستحيل طويـل وأعرف أنك ست النساء وليس لدي بديـل وأعرف أن زمان الحنيـن انتهى ومات الكلام الجميل لست النساء ماذا نقول أحبك جدا... أحبك جداً وأعرف أني أعيش بمنفى وأنت بمنفى وبيني وبينك ريحٌ وغيمٌ وبرقٌ ورعدٌ وثلجٌ ونـار وأعرف أن الوصول لعينيك وهمٌ وأعرف أن الوصول إليك انتحـار ويسعدني أن أمزق نفسي لأجلك أيتها الغالية ولو خيروني لكررت حبك للمرة الثانية يا من غزلت قميصك من ورقات الشجر أيا من حميتك بالصبر من قطرات المطر أحبك جداً وأعرف أني أسافر في بحر عينيك دون يقين وأترك عقلي ورائي وأركض أركض أركض خلف جنونـي أيا امرأة تمسك القلب بين يديها سألتك بالله لا تتركيني لا تتركيني فماذا أكون أنا إذا لم تكوني أحبك جداً وجداً وجدًا وأرفض من نــار حبك أن أستقيلا وهل يستطيع المتيم بالعشق أن يستقلا... وما همني إن خرجت من الحب حيا وما همني إن خرجت قتيلا



قصيدة أجمل حب

يقول الشاعر محمود درويش:[٩]


وكنت أؤلف فقرة حب.. لعينيكِ... غنيتها! أتعلمُ عيناكِ أني انتظرت طويلا كما انتظرَ الصيفَ طائرْ ونمتُ... كنوم المهاجرْ فعينٌ تنام، لتصحوَ عين.. طويلا وتبكي علي أختها حبيبان نحن إلى أن ينام القمر ونعلم أن العناق، وأن القبل طعام ليالي الغزل وأن الصباح ينادي خطاي لكي تستمر على الدرب يوماً جديداً! صديقان نحن فسيرى بقربيَ كفاً بكف معاً, نصنع الخبز والأغنيات لماذا نسائل هذا الطريق.. للأي مصير يسير بنا؟ ومن أين لملم أقدامنا؟ فحسبي، وحسبك أنا نسير.. معاً للأبد لماذا نفتش عن أُغنيات البكاء بديوان شعر قديم؟ ونسأل: يا حبنا! هل تدوم؟ أحبكِ حُبَّ القوافل واحةَ عشب وماء وحب الفقير الرغيف! كما ينبت العشب بين مفاصل صخره وجدنا غربيين يوماً ويبقى رقيقين دوماً



قصيدة ألا حبذا

يقول الشاعر عمر بن أبي ربيعة:[١٠]


أَلاَ حَبّذَا، حَبّذَا، حَبّذَا حَبِيْبٌ تَحَمَّـلْتُ مِنهُ الأَذَى وَيَا حَبّذَا مَنْ سَقَانِي الجَوَى ونَبْضاً مِنَ الحُزْنِ مِنْهُ اغْتَذَى غَـذَاهُ بِدَمْعٍ وقَلْبٍ بَكَى عَلَى غُصْنِ رُوحٍ تَبُثُ الشَذى تَرَاءَى لِعَيْنِي سَنَا عَيْنِهِ وَهَلَّتْ عُيُـونِي: أَلاَ حَـبّذَا تَمَلَّكَ مِنِّيْ سَلِيلُ الوِدَادِ وقَلْبـيْ تَبَنّاهُ واسْـتَحْوَذَا


المراجع

  1. غير معروف، مفهوم شعر الغزل لغة واصطلاحًا، صفحة 1-3. بتصرّف.
  2. ابن زيدون، ديوان ابن زيدون، صفحة 11-16. بتصرّف.
  3. أم عارفة كودورث، تحلیل معلقة امرؤ القیس في العصر الجاھلي: البلاغة والرمزیة، صفحة 29-30. بتصرّف.
  4. الشاعر الجرير، "قصيدة بان الخليط ولو طوعت ما بانا"، موسوعة الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 8/6/2021. بتصرّف.
  5. الشاعر عمر بن أبي ربيعة، "قصيدة ألا قل لهند إحرجي وتأثمي"، موسوعة الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 8/6/2021. بتصرّف.
  6. الشاعر إلياس أبو شبكة، "قصيدة أيحق لي في غيرها الغزل"، موسوعة الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 8/6/2021. بتصرّف.
  7. الشاعر عبد الغني النابلسي، "لم أزل في الحب يا أملي"، موسوعة الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 8/6/2021. بتصرّف.
  8. منشورات نزار قباني، الأعمال الشعرية كاملة نزار قباني، صفحة 671-673. بتصرّف.
  9. محمود درويش، الشاعر الفلسطيني محمود درويش، صفحة 14-15. بتصرّف.
  10. الشاعر عمر بن أبي ربيعة، "قصيدة ألا حبذا حبذا حبذا حبيب"، موسوعة الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 8/6/2021. بتصرّف.