الحب من أصدق التجارب الوجدانيّة التي تدفع الشعراء للإفصاح عن تلك العاطفة المتدفّقة بكلمات رقيقة يذوب لها القلب، وقد نال الحُبّ نصيبًا وفيرًا وقدرُا كبيرًا من شعر العصر الجاهلي، حيث يكشف شعر الحُبّ والغزل دخيلةَ المُحِبّ، وسريرة المحبوبة، ولا يعبّر عن عاطفة الشاعر وحدَه، بل هو تجربة إنسانيّة خالدة، يمتزج فيها الشوق، والوجد، والسقم، والغزل، وفي هذا المقال نذكر أرقّ قصائد الحب من العصر الجاهلي.


قصيدة قِفا نبكِ من ذكرى حبيبٍ ومنزلِ

يقول امرؤ القيس في معلّقته:[١]


قِفا نَبكِ مِن ذِكرى حَبيبٍ وَمَنزِلِ بِسِقطِ اللِوى بَينَ الدَخولِ فَحَومَلِ فَتوضِحَ فَالمِقراةِ لَم يَعفُ رَسمُه لِما نَسَجَتها مِن جَنوبٍ وَشَمأَلِ تَرى بَعَرَ الآرامِ في عَرَصاتِه وَقيعانِها كَأَنَّهُ حَبُّ فُلفُلِ كَأَنّي غَداةَ البَينِ يَومَ تَحَمَّلو لَدى سَمُراتِ الحَيِّ ناقِفُ حَنظَلِ وُقوفاً بِها صَحبي عَلَيَّ مَطِيِّهُم يَقولونَ لا تَهلِك أَسىً وَتَجَمَّلِ



أَفاطِمَ مَهلاً بَعضَ هَذا التَدَلُّلِ وَإِن كُنتِ قَد أَزمَعتِ صَرمي فَأَجمِلي وَإِن تَكُ قَد ساءَتكِ مِنّي خِلقَةٌ فَسُلّي ثِيابي مِن ثِيابِكِ تَنسُلِ أَغَرَّكِ مِنّي أَنَّ حُبَّكِ قاتِلي وَأَنَّكِ مَهما تَأمُري القَلبَ يَفعَلِ وَما ذَرَفَت عَيناكِ إِلّا لِتَضرِبي بِسَهمَيكِ في أَعشارِ قَلبٍ مُقَتَّلِ



قصيدة حسناتي عند الزمان ذنوب

يقول عنترة بن شدّاد في حُبّ عبلة:[٢]


حَسَناتي عِندَ الزَمانِ ذُنوبُ وَفَعالي مَذَمَّةٌ وَعُيوبُ وَنَصيبي مِنَ الحَبيبِ بِعادٌ وَلِغَيري الدُنُوُّ مِنهُ نَصيبُ كُلُّ يَومٍ يُبري السُقامَ مُحِبٌّ مِن حَبيبٍ وَما لِسُقمي طَبيبُ فَكَأَنَّ الزَمانَ يَهوى حَبيب وَكَأَنّي عَلى الزَمانِ رَقيبُ إِنَّ طَيفَ الخَيالِ يا عَبلَ يَشفي وَيُداوى بِهِ فُؤادي الكَئيبُ وَهَلاكي في الحُبِّ أَهوَنُ عِندي مِن حَياتي إِذا جَفاني الحَبيبُ يا نَسيمَ الحِجازِ لَولاكِ تَطف نارُ قَلبي أَذابَ جِسمي اللَهيبُ لَكِ مِنّي إِذا تَنَفَّستُ حَرٌّ وَلِرَيّاكِ مِن عُبَيلَةَ طيبُ وَلَقَد ناحَ في الغُصونِ حَمامٌ فَشَجاني حَنينُهُ وَالنَحيبُ باتَ يَشكو فِراقَ إِلفٍ بَعيدٍ وَيُنادي أَنا الوَحيدُ الغَريبُ يا حَمامَ الغُصونِ لَو كُنتَ مِثلي عاشِقاً لَم يَرُقكَ غُصنٌ رَطيبُ فَاِترُكِ الوَجدَ وَالهَوى لِمُحِبٍّ قَلبُهُ قَد أَذابَهُ التَعذيبُ كُلَّ يَومٍ لَهُ عِتابٌ مَعَ الدَه رِ وَأَمرٌ يَحارُ فيهِ اللَبيبُ وَبَلايا ما تَنقَضي وَرَزاي ما لَها مِن نِهايَةٍ وَخُطوبُ سائِلي يا عُبَيلَ عَنّي خَبير وَشُجاعاً قَد شَيَّبَتهُ الحُروبُ فَسَيُنبيكِ أَنَّ في حَدِّ سَيفي مَلَكَ المَوتِ حاضِرٌ لا يَغيبُ وَسِناني بِالدارِعينِ خَبيرٌ فَاِسأَليهِ عَمّا تَكونُ القُلوبُ كَم شُجاعٍ دَنا إِلَيَّ وَنادى يا لَقَومي أَنا الشُجاعُ المَهيبُ ما دَعاني إِلّا مَضى يَكدِمُ الأَر ضَ وَقَد شُقَّت عَلَيهِ الجُيوبُ وَلِسُمرِ القَنا إِلَيَّ اِنتِسابٌ وَجَوادي إِذا دَعاني أُجيبُ يَضحَكُ السَيفُ في يَدي وَيُنادي وَلَهُ في بَنانِ غَيري نَحيبُ وَهوَ يَحمى مَعي عَلى كُلِّ قِرنٍ مِثلَما لِلنَسيبِ يَحمي النَسيبُ فَدَعَوني مِن شُربِ كَأسِ مُدامٍ مِن جَوارٍ لَهُنَّ ظَرفٌ وَطيبُ وَدَعوني أَجُرُّ ذَيلَ فَخارٍ عِندَما تُخجِلُ الجَبانَ العُيوبُ



قصيدة صَحا القَلبُ عَن سَلمى وَقَد كادَ لا يَسلو

يقول زهير بن أبي سلمى:[٣]


صَحا القَلبُ عَن سَلمى وَقَد كادَ لا يَسلو وَأَقفَرَ مِن سَلمى التَعانيقُ فَالثِقلُ وَقَد كُنتُ مِن سَلمى سِنينَ ثَمانِياً عَلى صيرِ أَمرٍ ما يَمُرُّ وَما يَحلو وَكُنتُ إِذا ما جِئتُ يَوماً لِحاجَةٍ مَضَت وَأَجَمَّت حاجَةُ الغَدِ ما تَخلو وَكُلُّ مُحِبٍّ أَحدَثَ النَأيُ عِندَهُ سَلُوَّ فُؤادٍ غَيرَ حُبِّكِ ما يَسلو تَأَوَّبَني ذِكرُ الأَحِبَّةِ بَعدَما هَجَعتُ وَدوني قُلَّةُ الحَزنِ فَالرَملُ فَأَقسَمتُ جَهداً بِالمَنازِلِ مِن مِنىً وَما سُحِقَت فيهِ المَقادِمُ وَالقَملُ لَأَرتَحِلَن بِالفَجرِ ثُمَّ لَأَدأَبَن إِلى اللَيلِ إِلّا أَن يُعَرِّجَني طِفلُ إِلى مَعشَرٍ لَم يورِثِ اللُؤمَ جَدُّهُم أَصاغِرَهُم وَكُلُّ فَحلٍ لَهُ نَجلُ



قصيدة جُفونُ العَذارى مِن خِلالِ البَراقِعِ

يقول عنترة بن شدّاد:[٢]


جُفونُ العَذارى مِن خِلالِ البَراقِعِ أَحَدُّ مِنَ البيضِ الرِقاقِ القَواطِعِ إِذا جُرِّدَت ذَلَّ الشُجاعُ وَأَصبَحَت مَحاجِرُهُ قَرحى بِفَيضِ المَدامِعِ سَقى اللَهُ عَمّي مِن يَدِ المَوتِ جَرعَةً وَشُلَّت يَداهُ بَعدَ قَطعِ الأَصابِعِ كَما قادَ مِثلي بِالمُحالِ إِلى الرَدى وَعَلَّقَ آمالي بِذَيلِ المَطامِعِ لَقَد وَدَّعَتني عَبلَةٌ يَومَ بَينِه وَداعَ يَقينٍ أَنَّني غَيرُ راجِعِ وَناحَت وَقالَت كَيفَ تُصبِحُ بَعدَن إِذا غِبتَ عَنّا في القِفارِ الشَواسِعِ وَحَقِّكَ لا حاوَلتُ في الدَهرِ سَلوَةً وَلا غَيَّرَتني عَن هَواكَ مَطامِعي فَكُن واثِقاً مِنّي بِحُسنِ مَوَدَّةٍ وَعِش ناعِماً في غِبطَةٍ غَيرِ جازِعِ فَقُلتُ لَها يا عَبلَ إِنّي مُسافِرٌ وَلَو عَرَضَت دوني حُدودُ القَواطِعِ خُلِقنا لِهَذا الحُبَّ مِن قَبلِ يَومِن فَما يَدخُلُ التَفنيدُ فيهِ مَسامِعي أَيا عَلَمَ السَعدِيِّ هَل أَنا راجِعٌ وَأَنظُرُ في قُطرَيكَ زَهرَ الأَراجِعِ وَتُبصِرُ عَيني الرَبوَتَينِ وَحاجِر وَسُكّانَ ذاكَ الجِزعِ بَينَ المَراتِعِ وَتَجمَعُنا أَرضُ الشَرَبَّةِ وَاللِوى وَنَرتَعُ في أَكنافِ تِلكَ المَرابِعِ فَيا نَسَماتِ البانِ بِاللَهِ خَبِّري عُبَيلَةَ عَن رَحلي بِأَيِّ المَواضِعِ وَيا بَرقُ بَلِّغها الغَداةَ تَحِيَّتي وَحَيِّ دِياري في الحِمى وَمَضاجِعي أَيا صادِحاتِ الأَيكِ إِن مُتُّ فَاِندُبي عَلى تُربَتي بَينَ الطُيورِ السَواجِعِ وَنوحي عَلى مَن ماتَ ظُلماً وَلَم يَنَل سِوى البُعدِ عَن أَحبابِهِ وَالفَجائِعِ وَيا خَيلُ فَاِبكي فارِساً كانَ يَلتَقي صُدورَ المَنايا في غُبارِ المَعامِعِ فَأَمسى بَعيداً في غَرامٍ وَذِلَّةٍ وَقَيدٍ ثَقيلٍ مِن قُيودِ التَوابِعِ وَلَستُ بِباكٍ إِن أَتَتني مَنِيَّتي وَلَكِنَّني أَهفو فَتَجري مَدامِعي وَلَيسَ بِفَخرٍ وَصفُ بَأسي وَشِدَّتي وَقَد شاعَ ذِكري في جَميعِ المَجامِعِ بِحَقِّ الهَوى لا تَعذِلوني وَأَقصِرو عَنِ اللَومِ إِنَّ اللَومَ لَيسَ بِنافِعِ وَكَيفَ أُطيقُ الصَبرَ عَمَّن أُحِبُّهُ وَقَد أُضرِمَت نارُ الهَوى في أَضالِعي



قصيدة لخولة أطلالٌ ببرقة تهمد

يقول طرفة بن العبد في معلّقته:[٤]


لِخَولَةَ أَطلالٌ بِبُرقَةِ ثَهمَدِ تَلوحُ كَباقي الوَشمِ في ظاهِرِ اليَدِ وُقوفاً بِها صَحبي عَلَيَّ مَطيَّهُم يَقولونَ لا تَهلِك أَسىً وَتَجَلَّدِ كَأَنَّ حُدوجَ المالِكيَّةِ غُدوَةً خَلايا سَفينٍ بِالنَواصِفِ مِن دَدِ عَدَوليَّةٌ أَو مِن سَفينِ اِبنِ يامِنٍ يَجورُ بِها المَلّاحُ طَوراً وَيَهتَدي



قصيدة سَرى لَيْلاً خَيالٌ مِنْ سُلَيْمى

يقول المرقش الأكبر:[٥]


سَرى لَيْلاً خَيالٌ مِنْ سُلَيْمى فأَرَّقَني وأصْحابي هُجُودُ فَبِتُّ أُدِيرُ أَمْرِي كلَّ حالٍ وأَرْقُبُ أَهْلَها وهُمُ بعيدُ عَلى أَنْ قَدْ سَما طَرْفِي لِنارٍ يُشَبُّ لها بذِي الأَرْطى وَقُودُ حَوالَيْها مَهاً جُمُّ التَّراقي وأَرْآمٌ وغِزْلانٌ رُقُودُ نَواعِمُ لا تُعالِجُ بُؤْسَ عَيْشٍ أَوانِسُ لا تُراحُ وَلا تَرُودُ يَزُحْنَ مَعاً بِطاءَ المَشْيِ بُدّاً عليهنَّ المَجاسِدُ والبُرُودُ سَكَنَّ ببلْدَةٍ وسَكَنْتُ أُخرى وقُطِّعَتِ المواثِقُ والعُهُودُ فَما بالي أَفِي ويُخانُ عَهْدِي وما بالي أُصادُ وَلا أَصِيدُ ورُبَّ أَسِيلةِ الخَدَّيْنَ بِكْرٍ مُنَعَّمَةٍ لها فَرْعٌ وجِيدُ وذُو أُشْرٍ شَتِيتُ النَّبْتِ عَذْبٌ نَقِيُّ اللَّوْنِ بَرَّاقٌ بَرُودُ لَهوْتُ بها زَماناً مِن شَبابي وزارَتْها النَّجائِبُ والقَصِيدُ أُناسٌ كلَّما أَخْلَقْتُ وَصْلاً عَنانِي منهُمُ وَصْلٌ جَدِيدُ



قصيدة هَل غادَرَ الشُعَراءُ مِن مُتَرَدَّمِ

يقول عنترة بن شداد:[٢]


هَل غادَرَ الشُعَراءُ مِن مُتَرَدَّمِ أَم هَل عَرَفتَ الدارَ بَعدَ تَوَهُّمِ يا دارَ عَبلَةَ بِالجَواءِ تَكَلَّمي وَعَمي صَباحاً دارَ عَبلَةَ وَاِسلَمي فَوَقَفتُ فيها ناقَتي وَكَأَنَّه فَدَنٌ لِأَقضِيَ حاجَةَ المُتَلَوِّمِ وَتَحُلُّ عَبلَةُ بِالجَواءِ وَأَهلُن بِالحَزنِ فَالصَمّانِ فَالمُتَثَلَّمِ حُيِّيتَ مِن طَلَلٍ تَقادَمَ عَهدُهُ أَقوى وَأَقفَرَ بَعدَ أُمِّ الهَيثَمِ حَلَّت بِأَرضِ الزائِرينَ فَأَصبَحَت عَسِراً عَلَيَّ طِلابُكِ اِبنَةَ مَخرَمِ عُلِّقتُها عَرَضاً وَأَقتُلُ قَومَه زَعماً لَعَمرُ أَبيكَ لَيسَ بِمَزعَمِ وَلَقَد نَزَلتِ فَلا تَظُنّي غَيرَهُ مِنّي بِمَنزِلَةِ المُحَبِّ المُكرَمِ كَيفَ المَزارُ وَقَد تَرَبَّعَ أَهلُه بِعُنَيزَتَينِ وَأَهلُنا بِالغَيلَمِ إِن كُنتِ أَزمَعتِ الفِراقَ فَإِنَّم زُمَّت رِكابُكُمُ بِلَيلٍ مُظلِ



قصيدة لِمَن الديارُ غَشيتُها بالأَنعُم

يقول بشر بن أبي خازم:[٦]


لَمِنَ الدِيارُ غَشيتُها بِالأَنعُمِ تَبدو مَعارِفُها كَلَونِ الأَرقَمِ لَعِبَت بِها ريحُ الصَبا فَتَنَكَّرَت إِلّا بَقِيَّةَ نُؤيِها المُتَهَدِّمِ دارٌ لِبَيضاءِ العَوارِضِ طَفلَةٍ مَهضومَةِ الكَشحَينِ رَيّا المِعصَمِ سَمِعَت بِنا قيلَ الوُشاةِ فَأَصبَحَت صَرَمَت حِبالَكَ في الخَليطِ المُشئِمِ فَظَلِلتَ مِن فَرطِ الصِبابَةِ وَالهَوى طَرِفاً فُؤادُكَ مِثلَ فِعلِ الأَهيَمِ لَولا تُسَلّي الهَمَّ عَنكَ بِجَسرَةٍ عَيرانَةٍ مِثلِ الفَنيقِ المُكدَمِ زَيّافَةٍ بِالرَحلِ صادِقَةِ السُرى خَطّارَةٍ تَهِصُ الحَصا بِمُلَثَّمِ



قصيدة إِنَّ الخَليطَ أَجَدَّ البَينَ فَاِنفَرَقا

يقول زهير بن أبي سلمى:[٦]


قامَت تَراءى بِذي ضالٍ لِتَحزُنَني وَلا مَحالَةَ أَن يَشتاقَ مَن عَشِقا بِجيدِ مُغزِلَةٍ أَدماءَ خاذِلَةٍ مِنَ الظِباءِ تُراعي شادِناً خَرِقا كَأَنَّ ريقَتَها بَعدَ الكَرى اِغتُبِقَت مِن طَيِّبِ الراحِ لَمّا يَعدُ أَن عَتُقا شَجَّ السُقاةُ عَلى ناجودِها شَبِماً مِن ماءِ لينَةَ لا طَرقاً وَلا رَنِقا ما زِلتُ أَرمُقُهُم حَتّى إِذا هَبَطَت أَيدي الرِكابِ بِهِم مِن راكِسٍ فَلَقا دانِيَةٍ لِشَروَرى أَو قَفا أَدمٍ تَسعى الحُداةُ عَلى آثارِهِم حِزَقا كَأَنَّ عَينَيَّ في غَربَي مُقَتَّلَةٍ مِنَ النَواضِحِ تَسقي جَنَّةً سُحُقا تَمطو الرِشاءَ فَتَجري في ثِنايَتِها مِنَ المَحالَةِ ثَقباً رائِداً قَلِقا



قصيدة صحا القلب عن سلمى وشاب المعذر

يقول بشار بن برد في حبّ سلمى:[٧]


صَحا القَلبُ عَن سَلمى وَشابَ المُعَذَّرُ وَأَقصَرتُ إِلّا بَعضَ ما أَتَذكَّرُ وَما نِلتُها حَتّى تَولَّت شَبيبَتي وَحَتّى نَهاني الهاشِمِيُّ المُغَرَّرُ فَإِن كُنتُ قَد وَدَّعتُ عَمّارَ شاخِصاً وَبَصَّرَني رُشدي الإِمامُ المُبَصِّرُ هِجانٌ عَلَيها حُمرَةٌ في بَياضِها تَروقُ بِها العَينَينِ وَالحُسنُ أَحمَرُ فَيا حَرَبا بانَ الشَبابُ وَحاجَتي إِلَيهِنَّ بَينَ العَينِ وَالقَلبِ تَسجُرُ أَقولُ وَقَد أَبدَيتُ لِلَّهوِ صِحَّتي أَلّا رُبَّما أَلهو وَعِرضي مُوَفَّرُ فَدَع ما مَضى لَيسَ الحَديثُ بِما مَضى وَلَكِن بِما أَهدى إِلَيكَ المُجَشِّرُ أَلَم يَنهَكَ الزِنجِيُّ عَنّي وَصِيَّةً وَقالَ اِحذَرِ الرِئبالَ إِنَّكَ مُعوِرُ وَما زِلتَ حَتّى أَورَدَتكَ مَنِيَّةٌ عَلى أُختِها ما بِالمَنِيَّةِ مَصدَرُ وَأَعثَرتَ مَن كانَ الجوادَ إِلى الخَنا أَبا حَسَنٍ وَالسائِقُ العُربَ يُعثِرُ أَبا حَسَنٍ لَم تَدرِ ما في إِهاجَتي وَفي القَومِ مَن يَهدي وَلا يَتَفَكَّرُ أَتَروي عَلَيّ الشِعرَ حَتّى تَخَبَّأت كِلابُ العِدى مِنّي وَرُحتُ أُوَقَّرُ فَإِن كَنتَ مَجنوناً فَعِندي سَعوطُهُ وَإِن كُنتَ جِنِّيّاً فَجَدُّكَ أَعثَرُ جَنَيتَ عَلَيكَ الحَربَ ثُمَّ خَشيتَها فَأَصبَحتَ تَخفى تارَةً ثُمَّ تَظهَرُ كَسارِقَةٍ لَحماً فَدَلَّ قُتارُهُ عَلَيها وَأَخزاها الشِواءُ المُهَبَّرُ وَما قَلَّ نَفسُ الخَيرِ بَل قَلَّ أَهلُهُ وَأَخطَأتَهُ وَالشَرُّ في الناسِ أَكثَرُ أَبا حَسَنٍ هَلّا وَأَنتَ اِبنُ أَعجَمٍ فَخَرتَ بِأَيّامي فَرابَكَ مَفخَرُ فَلا صَبرَ إِنّي مُقرَنٌ بِاِبنِ حُرَّةٍ غَداً فَاِعرِفاني وَالرَدى حينَ أَضجَرُ دَعا طَبَقَي شَرٍّ فَشُبِّهتُما بِهِ كَأَنَّكُما أَيرانِ بَينَكُما حَرُ سَتَعلَمُ أَنّي لا تَبِلُّ رَمِيَّتي وَأَنَّ اِبنَ زِنجِيٍّ وَراءَكَ مُجمَرُ أبا حَسَنٍ شانَتكَ أُمُّكَ بِاِسمِها وَمُعسِرَةٌ في بَظرِها أَنتَ أَعسَرُ







المراجع

  1. امرؤ القيس، ديوان امرئ القيس، صفحة 8.
  2. ^ أ ب ت ديوان عنترة بن شداد
  3. ديوان زهير بن أبي سلمة.
  4. طرفة بن العبد الأعلم الشنتمري، ديوان طرفة بن العبد شرح الأعلم الشنتمري، صفحة 23.
  5. مُتَرجَم، ديوان المرقشين، صفحة 14.
  6. ^ أ ب شوقي ضيف الله، تاريخ الأدب العربي ج 1: العصر الجاهلي، صفحة 213.
  7. ديوان بشار بن برد.