قد لا تمضي حياتنا دائمًا وفق أهوائنها وكما نحب، فنعايش فيها مزيجًا من وجوه متناقضة من خير وشر، وأمل ويأس، وحزن وفرح، وعلينا أن نتعامل مع كلّ ما يمرّ بنا في هذه الحياة بحكمة وعقلانية لنستطيع الاستمرار بها، ولو نظرنا إليها بعين التفاؤل والأمل لأصبحت أكثر إيجابية واستطعنا المُضيّ قُدُمًا فيها لتحقيق أحلامنا وطموحاتنا المنشودة، وفي العموم يلجأ كثير منا للبحث عن عبارات وأشعار تُلخّص حال الدنيا وتعبّر عن شيء ما يختلج في الصدر، لذا قدمنا في هذا المقال بعضًا من أبيات الشعر القصيرة التي تعبّر عن الحياة.


قصيدة الكواكب في التراب تغور

يقول الشاعر المتنبي من قصيدة الكواكب في التراب تغور:[١]


إِنّي لَأَعلَمُ وَاللَبيبُ خَبيرُ أَنَّ الحَياةَ وَإِن حَرَصتَ غُرورُ وَرَأَيتُ كُلّاً ما يُعَلِّلُ نَفسَهُ بِتَعِلَّةٍ وَإِلى الفَناءِ يَصيرُ



قصيدة النفس تبكي على الدنيا

يقول علي بن أبي طالب رضي الله عنه:[٢]


النَفسُ تَبكي عَلى الدُنيا وَقَد عَلِمَت إِنَّ السَلامَةَ فيها تَركُ ما فيها لا دارَ لِلمَرءِ بَعدَ المَوتِ يَسكُنُها إِلّا الَّتي كانَ قَبلَ المَوتِ بانيها فَإِن بَناها بِخَيرٍ طابَ مَسكَنُها وَإِن بَناها بَشَرٍّ خابَ بانيها أَينَ المُلوكُ الَّتي كانَت مُسَلطَنَةً حَتّى سَقاها بِكَأسِ المَوتِ ساقيها أَموالُنا لِذَوي الميراثِ نَجمَعُها وَدورُنا لِخرابِ الدَهرِ نَبنيها كَم مِن مَدائِنَ في الآفاقِ قَد بُنِيَت أًمسَت خَراباً وَدانَ المَوتُ دانيها لِكُلِّ نَفسٍ وَإِن كانَت عَلى وَجَلٍ مِنَ المَنيَّةِ آمالٌ تُقَوّيها فَالمَرءُ يَبسُطُها وَالدَهرُ يَقبُضُها وَالنَفسُ تَنشُرُها وَالمَوتُ يَطويها



قصيدة فلسفة الحياة

يقول الشاعر إيليا أبو ماضي من قصيدته الشهيرة فلسفة الحياة:[٣]


أَيُّهَذا الشاكي وَما بِكَ داءٌ كَيفَ تَغدو إِذا غَدَوتَ عَليلا إِنَّ شَرَّ الجُناةِ في الأَرضِ نَفسٌ تَتَوَقّى قَبلَ الرَحيلِ الرَحيلا وَتَرى الشَوكَ في الوُرودِ وَتَعمى أَن تَرى فَوقَها النَدى إِكليلا هُوَ عِبءٌ عَلى الحَياةِ ثَقيلٌ مَن يَظُنُّ الحَياةَ عِبءً ثَقيلا وَالَّذي نَفسُهُ بِغَيرِ جَمالٍ لا يَرى في الوُجودِ شَيئاً جَميلا لَيسَ أَشقى مِمَّن يَرى العَيشَ مُرّاً وَيَظُنُّ اللَذاتِ فيهِ فُضولا أَحكَمُ الناسِ في الحَياةِ أُناسٌ عَلَّلوها فَأَحسَنوا التَعليلا فَتَمَتَّع بِالصُبحِ ما دُمتَ فيهِ لا تَخَف أَن يَزولَ حَتّى يَزولا وَإِذا ما أَظَلَّ رَأسَكَ هَمٌّ قَصِّرِ البَحثَ فيهِ كَيلا يَطولا أَدرَكَت كُنهَها طُيورُ الرَوابي فَمِنَ العارِ أَن تَظَلَّ جَهولا



قصيدة أسباب الحياة كثيرة

يقول الشاعر الشريف المرتضى:[٤]


يقولون أسبابُ الحياة كثيرةٌ فقلت وأسبابُ المنونِ كثيرُ وما هذه الأيّامُ إلّا مصائدٌ وأشراكُ مكروهٍ لنا وغُرورُ يُسارُ بنا في كلّ يومٍ وليلةٍ فكم ذا إلى ما لا نُريد نسيرُ وَما الدّهرُ إلّا فرحةٌ ثمّ تَرحةٌ وَما النّاس إلّا مُطلقٌ وأسيرُ



قصيدة لعمرك ما الدنيا بدار بقاء

يقول الشاعر أبو العتاهية:[٥]


لَعَمرُكَ ما الدُنيا بِدارِ بَقاءِ كَفاكَ بِدارِ المَوتِ دارَ فَناءِ فَلا تَعشَقِ الدُنيا أُخَيَّ فَإِنَّما تَرى عاشِقَ الدُنيا بِجُهدِ بَلاءِ حَلاوَتُها مَمزوجَةٌ بِمَرارَةٍ وَراحَتُها مَمزوجَةٌ بِعَناءِ فَلا تَمشِ يَوماً في ثِيابِ مَخيلَةٍ فَإِنَّكَ مِن طينٍ خُلِقتَ وَماءِ لَقَلَّ امرُؤٌ تَلقاهُ لِلَّهِ شاكِراً وَقَلَّ امرُؤٌ يَرضى لَهُ بِقَضاءِ وَلِلَّهِ نَعماءٌ عَلَينا عَظيمَةٌ وَلِلَّهِ إِحسانٌ وَفَضلُ عَطاءِ وَما الدَهرُ يَوماً واحِداً في اختِلافِهِ وَما كُلُّ أَيّامِ الفَتى بِسَواءِ وَما هُوَ إِلّا يَومُ بُؤسٍ وَشِدَّةٍ وَيَومُ سُرورٍ مَرَّةً وَرَخاءِ وَما كُلُّ ما لَم أَرجُ أُحرَمُ نَفعَهُ وَما كُلُّ ما أَرجوهُ أَهلَ رَجاءِ أَيا عَجَباً لِلدَهرِ لا بَل لِرَيبِهِ تَخَرَّمَ رَيبُ الدَهرِ كُلَّ إِخاءِ وَمَزَّقَ رَيبُ الدَهرِ كُلَّ جَماعَةٍ وَكَدَّرَ رَيبُ الدَهرِ كُلَّ صَفاءِ إِذا ما خَليلٌ حَلَّ في بَرزَخِ البِلى فَحَسبي بِهِ نَأياً وَبُعدَ لِقاءِ أَزورُ قُبورَ المُترَفينَ فَلا أَرى بَهاءً وَكانوا قَبلُ أَهلَ بَهاءِ وَكُلٌّ رَماهُ واصِلٌ بِصَريمَةٍ وَكُلٌّ رَماهُ مُلطِفٌ بِجَفاءِ طَلَبتُ فَما أَلفَيتُ لِلمَوتِ حيلَةً وَيَعيا بِداءِ المَوتِ كُلُّ دَواءِ وَنَفسُ الفَتى مَسرورَةٌ بِنَمائِهَ وَلِلنَقصِ تُنمي كُلُّ ذاتِ نَماءِ وَكَم مِن مُفَدّاً ماتَ لَم أَرَ أَهلَهُ حَبَوهُ وَلا جادوا لَهُ بِفِداءِ أَمامَكَ يا نَدمانُ دارُ سَعادَةٍ يَدومُ النَما فيها وَدارُ شَقاءِ خُلِقتَ لِإِحدى الغايَتَينِ فَلا تَنَم وَكُن بَينَ خَوفٍ مِنهُما وَرَجاءِ وَفي الناسِ شَرٌّ لَو بَدا ما تَعاشَروا وَلَكِن كَساهُ اللَهُ ثَوبَ غِطاءِ


المراجع

  1. المتنبي، ديوان المتنبي، صفحة 71. بتصرّف.
  2. "النفس تبكي على الدنيا"، الديوان. بتصرّف.
  3. إيليا أبو ماضي، ديوان إيليا أبو ماضي، صفحة 604. بتصرّف.
  4. "يقولون أسباب الحياة كثيرة"، بوابة الشعراء. بتصرّف.
  5. "لَعَمْرُكَ مَا الدُّنْيَا بِدَارِ بَقَاءِ"، هنداوي. بتصرّف.