للوطن مكانةٌ عالية تملأ القلب فخرًا وسموًّا، فالوطن هو الحضن العَطوف الذي يضمّ أبناءه، ويكبُر فينا حبّه يومًا بعدَ يوم، سواء كنّا على أرضه أو كنّا نقاسي البُعد، ويضنينا الشوق، ونعدّ أيّام الرجوع إليه، وتختلف طرق التعبير عن الوطن، ولعلّ أجمَلها هي الشِعر! وفي هذا المقال نضع بين يديكم مجموعةً من القصائد عن الوطن.
قصيدة موطني
يقول الشاعر الفلسطيني إبراهيم طوقان:[١]
مَوطِني
قصيدة إنّي اخترتُكَ يا وطني
يقول الشاعر الفلسطيني علي فودة:[٢]
إنّي اخترُتك يا وطني
حُبًّا وطواعيّة
إنّي اخترتك يا وطني
سِرًّا وعلانيّة
إنّي اخترتك يا وطني
فليتنكّر لي زمني
ما دُمْتَ ستذكُرني
يا وطني الرائع يا وطني
دائمُ الخضرة يا قلبي
وإن بان بعَيْنَيَّ الأسى
دائمُ الثورةِ يا قلبي
وإن صارت صباحاتي مَسا
جئتُ في زمن الجزْرِ
جئتُ في عزّ التعب
رشاش عنف وغضب
قصيدة ولي وطنٌ آليتُ ألا أبيعَهُ
يقول الشاعر العباسي ابن الرومي:[٣]
قصيدة أغنيات إلى الوطن
يقول الشاعر الفلسطيني محمود درويش:[٤]
جبين وغضب
وطني! يا أيها النسرُ الذي يغمد منقار اللهبْ
في عيوني،
أين تاريخ العرب؟
كل ما أملكه في حضرة الموت:
جبين وغضب.
وأنا أوصيت أن يزرع قلبي شجرةْ
وجبيني منزلاً للقُبَّرهْ.
وطني، إنا ولدنا وكبرنا بجراحك
وأكلنا شجر البلّوط...
كي نشهد ميلاد صباحك
أيها النسر الذي يرسف في الأغلال من دون سببْ
أيها الموت الخرافيُّ الذي كان يحب
لم يزل منقارك الأحمر في عينيَّ
سيفاً من لهب...
وأنا لست جديراً بجناحك
كل ما أملكه في حضرة الموت:
جبين... وغضب!
وطن
علِّقوني على جدائل نخلهْ
واشنقوني... فلن أخون النخلة!
هذه الأرض لي... وكنت قديماً
أحلبُ النوق راضياً ومولَّهْ
وطني ليس حزمة من حكايا
ليس ذكرى، وليس قصةً أو نشيداً
ليس ضوءاً على سوالف فُلّهْ
وطني غضبة الغريب على الحزن
وطفلٌ يريد عيداً وقبلهْ
ورياح ضاقت بحجرة سجن
وعجوز يبكي بنيه.. وحلقهْ
هذه الأرض جلد عظمي
وقلبي...
فوق أعشابها يطير كنحلهْ
علِّقوني على جدائل نخلهْ
واشنقوني فلن أخون النخلة!
لا مفر
مطر على أشجاره ويدي على
أحجاره، والملح فوق شفاهي
من لي بشبّاك يقي جمر الهوى
من نسمة فوق الرصيف اللاهي؟
وطني! عيونك أم غيومٌ ذوَّبت
أوتار قلبي في جراح إلهِ!
هل تأخذنَّ يدي؟ فسبحان الذي
يحمي غريبا من مذلِّة آهِ
ظلُّ الغريب على الغريب عباءةٌ
تحميه من لسع الأسى التيّاهِ
هل تُلْقِيَنَّ على عراء تسولي
أستار قبر صار بعض ملاهي
لأشمَّ رائحة الذين تنفَّسوا
مهدي... وعطر البرتقال الساهي
وطني! أُفتِّش عنك فيك فلا أرى
إلاّ شقوق يديك فوق جباهِ
وطني أتفتحُ في الخرائب كوة؟
فالملح ذاب على يدي وشفاهي
مطر على الإسفلتِ، يجرفني إلى
ميناءِ موتانا... وجرحُك ناهِ
رد الفعل
وطني! يعلمني حديدُ سلاسلي
عنف النسور، ورقة المتفائلِ
ما كنت أعرف أن تحت جلودنا
ميلادَ عاصفةٍ... وعرس جداولِ
سَدُّوا عليَّ النور في زنزانةٍ
فتوهَّجتْ في القلب... شمسُ مشاعلِ
كتبوا على الجدار.. مرج سنابلِ
رسموا على الجدار صورَ قاتلي
فمحتْ ملامحَها ظلالُ جدائلِ
وحفرتُ بالأسنان رسمك دامياً
وكتبتُ أُغنية العذاب الراحلِ
أغمدت في لحم الظلام هزيمتي
وغرزت في شعر الشموس أناملي
والفاتحون على سطوح منازلي
لم يفتحوا إلاّ وعود زلازلي!
لن يبصروا إلاّ توهُّج جبهتي
لن يسمعوا إلاّ صرير سلاسلي
فإذا احترقت على صليب عبادتي
أصبحت قديساً.. بِزَيّ مُقاتلِ
الموعد
لم تزل شرفةٌ.. هناك
في بلادي، ملوحهْ
ويدٌ تمنحُ الملاك
أغنيات، وأجنحهْ
العصافير أم صداك
أم مواعيدُ مفرحهْ
قتلتني.. لكي أراك؟!
وطني ! حبنا هلاك
والأغاني مجرحهْ
كلما جاءني نداك
هجر القلب مطرحهْ
وتلاقي على رباك
بالجروح المفتحهْ
لا تلمني ففي ثراك
أصبح الحب.. مذبحهْ!
أحبك أكثر
تَكَبَّرْ…تَكَبَّر!
فمهما يكن من جفاك
ستبقى، بعيني ولحمي، ملاك
وتبقى، كما شاء لي حبنا أن أراك
نسيمك عنبر
وأرضك سكَّر
وإني أحبك… أكثر
يداك خمائلْ
ولكنني لا أغني
ككل البلابلْ
فإن السلاسلْ
تعلمني أن أقاتلْ
أقاتل… أقاتل
لأني أحبك أكثر!
غنائي خناجر وردْ
وصمتي طفولة رعد
وزنبقة من دماء
فؤادي،
وأنت الثرى والسماء
وقلبك أخضر…!
وَجَزْرُ الهوى، فيك، مَدّ
فكيف، إذن، لا أحبك أكثر
وأنت، كما شاء لي حبنا أن أراك:
نسيمك عنبر
وأرضك سكَّر
وقلبك أخضر…!
وإنِّي طفل هواك
على حضنك الحلو
أنمو وأكبر!
قصيدة وطني أنت لي
يقول الشاعر إبراهيم طوقان:[١]
قصيدة يا موطني
يقول الشاعر إبراهيم طوقان:[١]
قصيدة وطني رأيُتك في الربيعِ فعطرُهُ
يقول الشاعر المصريّ أحمد زكي أبو شادي:[٥]
قصيدة وطني
يقول الشاعر أحمد زكي أبو شادي:[٦]
قصيدة كلمات.. للوطن
يقول الشاعر الفلسطيني توفيق زياد:[٧]
مثلما كنت ستبقى يا وطن
حاضراً في ورق الدّفلى،
وعطر الياسمين
حاضراً في التين، والزيتون،
في طور سنين
حاضراً في البرق، والرعد،
وأقواس قزح
في ارتعاشات الفرح
حاضراً في الشفق الدامي،
وفي ضوء القمر
في تصاوير الأماسي،
وفي النسمة.. في عصف الرّياح
في الندى والساقية
والجبال الشمّ والوديان، والأنهر
في تهليلة أمّ..
وابتهالات ضحيّة،
في دمى الأطفال، والأطفال..
في صحوة فجرٍ
فوق غاب السنديان
في الصّبا، والولدنه
وتثنى السوسنة
في لغات الناس والطير،
وفي كل كتاب
في المواويل التي
تصل الأرض
بأطراف السحاب
في أغاني المخلصين
وشفاه الضارعين
ودموع الفقراء البائسين
في القلوب الخضر،
والأضلع،
في كل العيون
مثلما كنت ستبقى
يا وطن
حاضراً..
كلّ زمانٍ..
كلّ حين.
مثلما كنت ستبقى يا وطن
حاضراً في كل جرحٍ
وشظيّة
في صدور الثائرين الصامدين
حاضراً في صور القتلى
وعزم الشهداء
في تباشير الصباح
وأناشيد الكفاح
حاضراً في كل ميدانٍ وساح
والغد الطالع..
من..
نزف...
الجراح
نحن أصحابك فأبشر يا وطن
نحن عشاقك فأبشر يا وطن
ننحت الصخر ونبني ونعمّر
ونلوك القيد حتى نتحرر
نجمع الأزهار والحلوى
ونمشي في اللهيب
نبذل الغالي ليبقى
رأسك المرفوع.. مرفوعاً
على مرِّ الزمن
نحن أصحابك..
عشاقك..
فأبشر،
يا وطن..!!
قصيدة سلامًا أيّها الوطن الجريح
يقول الشاعر العراقي عبد الرزاق عبد الواحد:[٨]
سَلاماً أيُّها الوَطَنُ الجَريحُ!
المراجع
- ^ أ ب ت إبراهيم طوقان، الأعمال الشعرية الكاملة إبراهيم طوقان، صفحة 293.
- ↑ علي فودة، اخترتك يا وطني علي فودة&hl=en&sa=X&ved=2ahUKEwjTmaOq4KrxAhWLxIUKHbjDDXcQ6AEwA3oECAUQAg#v=onepage&q=اني اخترتك يا وطني علي فودة&f=false الأعمال الشعرية علي فودة، صفحة 260.
- ↑ [http:// "بنية الإيقاع في شعر ابن الرومي (دراسة أسلوبية إحصائية )"]، مجلة المنارة للبحوث والدراسات، العدد 4، المجلد 20، صفحة 164.
- ↑ ديوان فلسطين لمحمود درويش
- ↑ ديوان أحمد زكي أبو شادي
- ↑ أحمد زكي أبو شادي، الشعلة، صفحة 129.
- ↑ ديوان توفيق زياد
- ↑ عبد الرزاق عبد الواحد الأعمال الكاملة