يُشكّل القمر بمراحله المختلفة -إن كان بدرًا أو هلالًا- رمزًا من رموز الجمال والحب أيضًا، وذلك لارتباطه بوقت الليل والسحر الذي تتأجج فيه مشاعر النفس الإنسانية وترتسم فيه الخيالات المتعددة، فجمال القمر يسحر العقول والأذهان، وقد وردت العديد من الأشعار التي قيلت في القمر ووصفه، وأشعار أخرى كان فيها القمر رمزًا من الرموز التي يلجأ إليها الشاعر ليعبّر عن حاجة معينة في نفسه أو يصفه من خلاله محبوبته، وفي هذا المقال ذكر لبعض من أبيات الشعر التي ورد فيها القمر.
قصيدة استقبال القمر
يقول الشاعر إبراهيم ناجي:[١]
أقبل بموكبك الأغَر ما أظمأَ الأبصارَ لك العين بعدك يا قمر عمياءُ والدنيا حلَك تمضي وراءَ سحابة تحنو عليك وتلثُمك وأنا رهين كآبة بخواطري أتوهَّمك كن حيث شئت فما أنا إلا معنَّى بالمحال أغدو لقدسك بالمنى وأزور عرشك بالخيالِ وأقول صبراً كلَّما عزَّ الفكاك على الأسير روحي وروحك ربما طابا عناقاً في الأثير مهما تسامى موضعُك وعلا مكانك في الوجود فأنا خيالك أتبعُك ظمآن أرشف ما تجود قمرَ الأماني يا قمر إني بهمٍّ مسقمِ أنت الشفاء المدَّخر فاسكب ضياءك في دمي أفرغ خلودك في الشباب واخلع على قلبي الصفاء أسفاً لعمر كالحباب والكأس فائضة شقاء خذني إليك ونجّني مما أُعاني في الثرى قدحي ترنَّق فاسقني قدح الشعاع مطهّر واهاً لأحلامٍ طوال وأنا وأنتَ بمعزلِ نَعلو على قمم الجبال ونرى العوالم من عَلِ
قصيدة يا قمر
يقول الشاعر بدوي الجبل من قصيدته يا قمر:[٢]
هات حدّثني فقد طاب السمر و أنر ظلمة نفسي يا قمر سور الحسن فلا تبخل بها إنّ للشاعر ألحان السور أنا نشوان ومن خمر الهوى قد ترشّفت رحيقا بابليّا سكرة الحبّ في عهد الصبا كيف لا يعذر من كان صبيّا في ظلال الورد أحسو خمرتي مشركا في كأسي الزهر النديّا نهلة منّي ومنه نهلة هكذا نرتشف الكأس هنيّا لامني الناس على حبّ الطلى فاعذر الشاعر فيها يا قمر
قصيدة يا قمر الليل
يقول الشاعر أبو نواس من قصيدة يا قمر الليل:[٣]
يا قَمَرَ اللَيلِ إِذا أَظلَما هَل يَنقُصُ التَسليمُ مَن سَلَّما قَد كُنتُ ذا وَصلٍ فَمَن ذا الَّذي عَلَمَّكَ الهِجرانَ لا عَلَّما إِن كُنتَ لي بَينَ الوَرى ظالِماً رَضيتُ أَن تَبقى وَأَن تَظلِما
قصيدة القمر العاشق
يقول الشاعر علي محمود طه من قصيدة القمر العاشق:[٤]
إذا ما طافَ بالشُّرفةِ ضوءُ القمر المضْنَى ورفَّ عليكِ مثلَ الحُلـ ـمِ أو إشراقةِ المعنَى وأنتِ، على فراش الطُّهـ ـرِ، كَالزَّنبقة الوَسْنَى فضمِّي جسمَك العاري وصوني ذلك الحُسْنا أغارُ عليكِ من سابٍ كأنَّ لضوئِه لَحْنَا تدقُّ له قلوبُ الحو رِ أشواقًا إذا غنَّى رقيقُ اللمس، عربيدٌ بكلِّ مليحةٍ يُعْنَى جريءٌ، إنْ دعاه الشو قُ، أن يقْتحم الحصنَا! تحدَّرَ من وراءِ الغيـ ـمِ، حين رآك، واستأْنَى ومسَّ الأرضَ في رفقٍ يشُقُّ رياضها الغَنَّا عجبتُ لهُ، وما أعجـ ـبُ كيفَ استلَمَ الرُّكْنَا؟ وكيفَ تَسَوَّرَ الشَّوْكُ؟ وكيفَ تسلَّقَ الغُصْنَا؟
قصيدة حبيبي على الدنيا إذا غبت وحشة
يقول الشاعر بهاء الدين زهير:[٥]
حبيبي على الدنيا إذا غبتَ وحشة فيا قمري قلْ لي متى أنتَ طالعُ لقد فنيتْ روحي عليكَ صبابة فَما أنتَ يا روحي العزيزَة صانِعُ سُروريَ أنْ تَبقَى بخَيرٍ وَنِعْمَة وإني من الدنيا بذلكَ قانعُ فما الحبّ إنْ ضاعفتهُ لكَ باطلٌ وَلا الدّمعُ إنْ أفنَيْتُهُ فيكَ ضائِعُ
المراجع
- ↑ ابراهيم ناجي، ديوان ابراهيم ناجي، صفحة 87. بتصرّف.
- ↑ "يا قمر"، بوابة الشعراء. بتصرّف.
- ↑ "قصيدة يا قمر الليل"، الديوان. بتصرّف.
- ↑ "القمر العاشق"، هنداوي. بتصرّف.
- ↑ "حبيبي على الدنيا"، عالم الأدب. بتصرّف.