قصيدة غربة وحنين لأحمد شوقي

قصيدة الحنين إلى الوطن للشاعر المصري أحمد شوقي "أمير الشعراء"، يصف فيها مدى شوقه وحنينه إلى وطنه في الغربة، حيث كتبها بعد حرمانه من وطنه ونفيه إلى الأندلس عندما قامت الحرب العالمية الأولى، وقد كانت تحمل عاطفة الحنين والشوق إلى أرض مصر. تتكون القصيدة من 110 أبيات شعرية، مبنية على بحر الخفيف.[١]




اِختِلافُ النَهارِ وَاللَيلِ يُنسي اُذكُرا لِيَ الصِبا وَأَيّامَ أُنسي وَصِفا لي مُلاوَةً مِن شَبابٍ صُوِّرَت مِن تَصَوُّراتٍ وَمَسِّ عَصَفَت كالصَّبَا اللَعوبِ وَمَرَّت سِنَةً حُلوَةً وَلَذَّةُ خَلسِ وَسَلا مِصرَ هَل سَلا القَلبُ عَنها أَو أَسا جُرحَهُ الزَمانَ المُؤَسّي كُلَّما مَرَّتِ اللَيالي عَلَيهِ رَقَّ وَالعَهدُ في اللَيالي تُقَسّي مُستَطارٌ إِذا البَواخِرُ رَنَّت أَوَّلَ اللَيلِ أَو عَوَت بَعدَ جَرسِ راهِبٌ في الضُلوعِ لِلسُفنِ فَطنُ كُلَّما ثُرنَ شاعَهُنَّ بِنَقسِ يا اِبنَةَ اليَمِّ ما أَبوكِ بَخيلٌ ما لَهُ مولَعاً بِمَنعٍ وَحَبسِ أَحرامٌ عَلى بَلابِلِهِ الدَو حُ حَلالٌ لِلطَيرِ مِن كُلِّ جِنسِ كُلُّ دارٍ أَحَقُّ بِالأَهلِ إِلّا في خَبيثٍ مِنَ المَذاهِبِ رِجسِ نَفسي مِرجَلٌ وَقَلبي شِراعٌ بِهِما في الدُموعِ سيري وَأَرسي وَاِجعَلي وَجهَكِ الفَنارَ وَمَجرا كِ يَدَ الثَغرِ بَينَ رَملٍ وَمَكسِ وَطَني لَو شُغِلتُ بِالخُلدِ عَنهُ نازَعَتني إِلَيهِ في الخُلدِ نَفسي وَهَفا بِالفُؤادِ في سَلسَبيلٍ ظَمَأٌ لِلسَوادِ مِن عَينِ شَمسِ شَهِدَ اللَهُ لَم يَغِب عَن جُفوني شَخصُهُ ساعَةً وَلَم يَخلُ حِسّي يُصبِحُ الفِكرُ وَالمَسَلَّةُ نادي هِ وَبِالسَرحَةِ الزَكِيَّةِ يُمسي وَكَأَنّي أَرى الجَزيرَةَ أَيكاً نَغَمَت طَيرُهُ بِأَرخَمَ جَرسِ هِيَ بَلقيسُ في الخَمائِلِ صَرحٌ مِن عُبابٍ وَصاحَت غَيرُ نِكسِ حَسبُها أَن تَكونَ لِلنيلِ عِرساً قَبلَها لَم يُجَنَّ يَوماً بِعِرسِ لَبِسَت بِالأَصيلِ حُلَّةَ وَشيٍ بَينَ صَنعاءَ في الثِيابِ وَقَسِّ قَدَّها النيلُ فَاِستَحَت فَتَوارَت مِنهُ بِالجِسرِ بَينَ عُريٍ وَلُبسِ وَأَرى النيلَ كَالعَقيقِ بَوادي هِ وَإِن كانَ كَوثَرَ المُتَحَسّي اِبنُ ماءِ السَماءِ ذو المَوكِبِ الفَخمِ الَّذي يَحسُرُ العُيونَ وَيُخسي لا تَرى في رِكابِهِ غَيرَ مُثنٍ بِخَميلٍ وَشاكِرٍ فَضلَ عُرسِ وَأَرى الجيزَةَ الحَزينَةَ ثَكلى لَم تُفِق بَعدُ مِن مَناحَةِ رَمسي أَكثَرَت ضَجَّةَ السَواقي عَلَيهِ وَسُؤالَ اليَراعِ عَنهُ بِهَمسِ وَقِيامَ النَخيلِ ضَفَّرنَ شِعراً وَتَجَرَّدنَ غَيرَ طَوقٍ وَسَلسِ وَكَأَنَّ الأَهرامَ ميزانُ فِرعَو نَ بِيَومٍ عَلى الجَبابِرِ نَحسِ أَو قَناطيرُهُ تَأَنَّقَ فيها أَلفُ جابٍ وَأَلفُ صاحِبِ مَكسِ رَوعَةٌ في الضُحى مَلاعِبُ جِنٍّ حينَ يَغشى الدُجى حِماها وَيُغسي وَرَهينُ الرِمالِ أَفطَسُ إِلّا أَنَّهُ صُنعُ جِنَّةٍ غَيرُ فُطسِ تَتَجَلّى حَقيقَةُ الناسِ فيهِ سَبُعُ الخَلقِ في أَساريرِ إِنسي لَعِبَ الدَهرُ في ثَراهُ صَبِيّاً وَاللَيالي كَواعِباً غَيرَ عُنسِ رَكِبَت صُيَّدُ المَقاديرِ عَينَيهِ لِنَقدٍ وَمَخلَبَيهِ لِفَرسِ فَأَصابَت بِهِ المَمالِكَ كِسرى وَهِرَقلاً وَالعَبقَرِيَّ الفَرَنسي يا فُؤادي لِكُلِّ أَمرٍ قَرارٌ فيهِ يَبدو وَيَنجَلي بَعدَ لَبسِ عَقَلَت لُجَّةُ الأُمورِ عُقولاً طالَت الحوتَ طولَ سَبحٍ وَغَسِّ غَرِقَت حَيثُ لا يُصاحُ بِطافٍ أَو غَريقٍ وَلا يُصاخُ لِحِسِّ فَلَكٌ يَكسِفُ الشُموسَ نَهاراً وَيَسومُ البُدورَ لَيلَةَ وَكسِ وَمَواقيتُ لِلأُمورِ إِذا ما بَلَغَتها الأُمورُ صارَت لِعَكسِ دُوَلٌ كَالرِجالِ مُرتَهَناتٌ بِقِيامٍ مِنَ الجُدودِ وَتَعسِ وَلَيالٍ مِن كُلِّ ذاتِ سِوارٍ لَطَمَت كُلَّ رَبِّ رومٍ وَفُرسِ سَدَّدَت بِالهِلالِ قَوساً وَسَلَّت خِنجَراً يَنفُذانِ مِن كُلِّ تُرسِ حَكَمَت في القُرونِ خوفو وَدارا وَعَفَت وائِلاً وَأَلوَت بِعَبسِ أَينَ مَروانُ في المَشارِقِ عَرشٌ أَمَوِيٌّ وَفي المَغارِبِ كُرسي سَقِمَت شَمسُهُم فَرَدَّ عَلَيها نورَها كُلُّ ثاقِبِ الرَأيِ نَطسِ ثُمَّ غابَت وَكُلُّ شَمسٍ سِوى هاتي كَ تَبلى وَتَنطَوي تَحتَ رَمسِ وَعَظَ البُحتُرِيَّ إيوانُ كِسرى وَشَفَتني القُصورُ مِن عَبدِ شَمسِ رُبَّ لَيلٍ سَرَيتُ وَالبَرقُ طِرفي وَبِساطٍ طَوَيتُ وَالريحُ عَنسي أَنظِمُ الشَرقَ في الجَزيرَةِ بِالغَر بِ وَأَطوي البِلادَ حَزناً لِدَهسِ في دِيارٍ مِنَ الخَلائِفِ دَرسٍ وَمَنارٍ مِنَ الطَوائِفِ طَمسِ وَرُبىً كَالجِنانِ في كَنَفِ الزَيتو نِ خُضرٍ وَفي ذَرا الكَرمِ طُلسِ لَم يَرُعني سِوى ثَرىً قُرطُبِيٍّ لَمَسَت فيهِ عِبرَةَ الدَهرِ خَمسي يا وَقى اللَهُ ما أُصَبِّحُ مِنهُ وَسَقى صَفوَةَ الحَيا ما أُمَسّي قَريَةٌ لا تُعَدُّ في الأَرضِ كانَت تُمسِكُ الأَرضَ أَن تَميدَ وَتُرسي غَشِيَت ساحِلَ المُحيطِ وَغَطَّت لُجَّةَ الرومِ مِن شِراعٍ وَقَلسِ رَكِبَ الدَهرُ خاطِري في ثَراها فَأَتى ذَلِكَ الحِمى بَعدَ حَدسِ فَتَجَلَّت لِيَ القُصورُ وَمَن في ها مِنَ العِزِّ في مَنازِلَ قُعسِ ما ضَفَت قَطُّ في المُلوكِ عَلى نَذ لِ المَعالي وَلا تَرَدَّت بِنَجسِ وَكَأَنّي بَلَغتُ لِلعِلمِ بَيتاً فيهِ ما لِلعُقولِ مِن كُلِّ دَرسِ قُدُساً في البِلادِ شَرقاً وَغَرباً حَجَّهُ القَومُ مِن فَقيهٍ وَقَسِّ وَعَلى الجُمعَةِ الجَلالَةُ وَالنا صِرُ نورُ الخَميسِ تَحتَ الدَرَفسِ يُنزِلُ التاجَ عَن مَفارِقِ دونٍ وَيُحَلّى بِهِ جَبينَ البِرِنسِ سِنَةٌ مِن كَرىً وَطَيفُ أَمانٍ وَصَحا القَلبُ مِن ضَلالٍ وَهَجسِ وَإِذا الدارُ ما بِها مِن أَنيسٍ وَإِذا القَومُ ما لَهُم مِن مُحِسِّ وَرَقيقٍ مِنَ البُيوتِ عَتيقٌ جاوَزَ الأَلفَ غَيرَ مَذمومِ حَرسِ أَثَرٌ مِن مُحَمَّدٍ وَتُراثٌ صارَ لِلروحِ ذي الوَلاءِ الأَمَسِّ بَلَغَ النَجمَ ذِروَةً وَتَناهى بَينَ ثَهلانَ في الأَساسِ وَقُدسِ مَرمَرٌ تَسبَحُ النَواظِرُ فيهِ وَيَطولُ المَدى عَلَيها فَتُرسي وَسَوارٍ كَأَنَّها في اِستِواءٍ أَلِفاتُ الوَزيرِ في عَرضِ طِرسِ فَترَةُ الدَهرِ قَد كَسَت سَطَرَيها ما اِكتَسى الهُدبُ مِن فُتورٍ وَنَعسِ وَيحَها كَم تَزَيَّنَت لِعَليمٍ واحِدِ الدَهرِ وَاِستَعدَت لِخَمسِ وَكَأَنَّ الرَفيفَ في مَسرَحِ العَي نِ مُلاءٌ مُدَنَّراتُ الدِمَقسِ وَكَأَنَّ الآياتِ في جانِبَيهِ يَتَنَزَّلنَ في مَعارِجِ قُدسِ مِنبَرٌ تَحتَ مُنذِرٍ مِن جَلالٍ لَم يَزَل يَكتَسيهِ أَو تَحتَ قُسِّ وَمَكانُ الكِتابِ يُغريكَ رَيّا وَردِهِ غائِباً فَتَدنو لِلَمسِ صَنعَةُ الداخِلِ المُبارَكِ في الغَر بِ وَآلٍ لَهُ مَيامينَ شُمسِ مَن لِحَمراءَ جُلِّلَت بِغُبارِ ال دَهرِ كَالجُرحِ بَينَ بُرءٍ وَنُكسِ كَسَنا البَرقِ لَو مَحا الضَوءُ لَحظاً لَمَحَتها العُيونُ مِن طولِ قَبسِ حِصنُ غِرناطَةَ وَدارُ بَني الأَح مَرِ مِن غافِلٍ وَيَقظانَ نَدسِ جَلَّلَ الثَلجُ دونَها رَأسَ شيرى فَبَدا مِنهُ في عَصائِبَ بِرسِ سَرمَدٌ شَيبُهُ وَلَم أَرَ شَيباً قَبلَهُ يُرجى البَقاءَ وَيُنسي مَشَتِ الحادِثاتُ في غُرَفِ الحَم راءِ مَشيَ النَعِيِّ في دارِ عُرسِ هَتَكَت عِزَّةَ الحِجابِ وَفَضَّت سُدَّةَ البابِ مِن سَميرٍ وَأُنسِ عَرَصاتٌ تَخَلَّتِ الخَيلُ عَنها وَاِستَراحَت مِن اِحتِراسٍ وَعَسِّ وَمَغانٍ عَلى اللَيالي وِضاءٌ لَم تَجِد لِلعَشِيِّ تَكرارَ مَسِّ لا تَرى غَيرَ وافِدينَ عَلى التا ريخِ ساعينَ في خُشوعٍ وَنَكسِ نَقَّلوا الطَرفَ في نَضارَةِ آسٍ مِن نُقوشٍ وَفي عُصارَةِ وَرسِ وَقِبابٍ مِن لازَوَردٍ وَتِبرٍ كَالرُبى الشُمِّ بَينَ ظِلٍّ وَشَمسِ وَخُطوطٍ تَكَفَّلَت لِلمَعاني وَلِأَلفاظِها بِأَزيَنَ لَبسِ وَتَرى مَجلِسَ السِباعِ خَلاءً مُقفِرَ القاعِ مِن ظِباءٍ وَخَنسِ لا الثُرَيّا وَلا جَواري الثُرَيّا يَتَنَزَّلنَ فيهِ أَقمارَ إِنسِ مَرمَرٌ قامَتِ الأُسودُ عَلَيهِ كَلَّةَ الظُفرِ لَيِّناتِ المَجَسِّ تَنثُرُ الماءَ في الحِياضِ جُماناً يَتَنَزّى عَلى تَرائِبَ مُلسِ آخَرَ العَهدِ بِالجَزيرَةِ كانَت بَعدَ عَركٍ مِنَ الزَمانِ وَضَرسِ فَتَراها تَقولُ رايَةُ جَيشٍ بادَ بِالأَمسِ بَينَ أَسرٍ وَحَسِّ وَمَفاتيحُها مَقاليدُ مُلكٍ باعَها الوارِثُ المُضيعُ بِبَخسِ خَرَجَ القَومُ في كَتائِبَ صُمٍّ عَن حِفاظٍ كَمَوكِبِ الدَفنِ خُرسِ رَكِبوا بِالبِحارِ نَعشاً وَكانَت تَحتَ آبائِهِم هِيَ العَرشُ أَمسِ رُبَّ بانٍ لِهادِمٍ وَجَموعٍ لِمُشِتٍّ وَمُحسِنٍ لِمُخِسِّ إِمرَةُ الناسِ هِمَّةٌ لا تَأَنّى لِجَبانٍ وَلا تَسَنّى لِجِبسِ وَإِذا ما أَصابَ بُنيانَ قَومٍ وَهيُ خُلقٍ فَإِنَّهُ وَهيُ أُسِّ يا دِياراً نَزَلتُ كَالخُلدِ ظِلّاً وَجَنىً دانِياً وَسَلسالَ أُنسِ مُحسِناتِ الفُصولِ لا ناجِرٌ في ها بِقَيظٍ وَلا جُمادى بِقَرسِ لا تَحِشَّ العُيونُ فَوقَ رُباها غَيرَ حورٍ حُوِّ المَراشِفِ لُعسِ كُسِيَت أَفرُخي بِظِلِّكِ ريشاً وَرَبا في رُباكِ وَاِشتَدَّ غَرسي هُم بَنو مِصرَ لا الجَميلُ لَدَيهِمُ بِمُضاعٍ وَلا الصَنيعُ بِمَنسي مِن لِسانٍ عَلى ثَنائِكِ وَقفٌ وَجَنانٍ عَلى وَلائِكِ حَبسِ حَسبُهُم هَذِهِ الطُلولُ عِظاتٍ مِن جَديدٍ عَلى الدُهورِ وَدَرسِ وَإِذا فاتَكَ اِلتِفاتٌ إِلى الما ضي فَقَد غابَ عَنكَ وَجهُ التَأَسّي



قصيدة أجمل على بخل الغوالي وإجمال لابن حمديس

الشاعر عبد الجبار بن حمديس الصقلي، ولد وتعلّم في جزيرة صقلية، بعدها رحل إلى الأندلس ثم انتقل إلى أفريقيا، وهكذا ظل مغتربا طوال حياته، إنه شاعر الغربة والحنين الدائم إلى الوطن، فقد ظهر ذلك جلياً في قصائده.[٢]




أجمْلٌ على بُخْلِ الغواني وإجمالُ تفاءلتُ باسمٍ لا يصحّ به الفالُ وحَلّيْتُ نفسي بالأباطيلِ في الهوَى ونفسٌ تُحَلّى بالأباطيل مِعْطالُ وكنتُ كصادٍ خالَ رِيّاً بقفرةٍ وقد غيضَ فيها الماءُ واطّرَد الآلُ أيَشْكو بِحَرِّ الشوقِ مِنكَ الصّدى فَمٌ وَماءُ المآقي فَوقَ خَدِّكَ هَطّالُ وَتَغْرِسُ مِنكَ العينُ في القلبِ فتنةً وَوَجْدٌ جَناها بِالضميرِ وبلبالُ وَلا بُدَّ مِن أمنيَّةٍ تَخدَعُ الهوى تُدْرَكَ منها بالتعلّلِ آمالُ فَمَثِّلْ لِعَينَيكَ الكرى فَعَسى الكرى زورُكَ فيه من حَبيبِكِ تِمثالُ وَسَلْ أَرَجَ الريحِ القبولَ لَعَلَّهُ لِمعرِضَةٍ عَطْفٌ عَلَيكَ وَإِقبالُ وَإِن لم تَفُزْ فوزَ المُحِبِّينَ بِالهَوى فقد نِلْتَ من بَرْحِ الصّبابةِ ما نالوا وليلٍ حكى للناظرين ظَلامُهُ ظَليماً له من رَوْعَةِ الصبحِ إِجفالُ كَأَنَّ لَهُ ثَوباً عَلى الأفقِ جَيبُه وقد سُحِبَتْ مِنهُ على الأَرضِ أَذيالُ عَجِبتُ لِطَودٍ مِن دُجاهُ تَهيلُهُ لَطائفُ أَنفاسِ الصباحِ فَيَنهالُ وقد نَشَرَتْ في جانبيه ليَ النّوى قِفاراً طَواها بي طِمِرٌّ وَشملالُ وَدونَ مَصُوناتِ المَها بَذلُ أَنفُسٍ تُريكَ ولوعَ البيضِ فيهِنَّ أبطالُ وَفي مُضمَرِ الظلماءِ كالِئُ ظَبيَةٍ بِثَعلَبةٍ يُسقى بها المَوتَ رِئبالُ فصيحٌ بأسماءِ الكماةِ مبارزاً لِتُعْملَ فيها بالمهنَّدِ أَفعالُ فيا بُعْدَ قُرْبٍ لم يبتْ فيه نافعاً بسيرك بالبزلِ الرّواسمِ إيغالُ وَيا بِأَبي مَن لَم يَزَلْ مِن حُلِيِّها لَدى الغيدِ غَرثانانِ قَلبٌ وَخلخالُ فَتاةٌ تداوي كلَّ حين بِصحَّتي سقامَ جفونٍ ما لها منه إبلالُ منعَّمةٌ سَكْرَى بصهباءِ ريقةٍ لها في اللمى طعمٌ وفي الخدّ جريالُ نَظرتُ إِلَيها نَظرَةً عَرَفَتْ بِها إشارةَ لحظٍ بالصبابةِ عُذّالُ فَقَالوا لَأدْمَى خَدَّها وَحْيُ طَرْفِهِ فَقُلتُ لَعَمري فَتَّحَ الوردَ إِخجالُ فَلَجُّوا وقَالوا جَنَّةٌ كَذَّبَتْ بِها ظنونٌ ظنَنّاها ويا صِدْقَ ما قالوا أَبِنتَ كريمِ الحيِّ هل من كرامةٍ تُرَفّعُ مَخفوضاً بِهِ عِندكِ الحالُ نَهَضتِ إِلى هَجْرِ الوصالِ نَشيطَةً وَأَنتِ أَناةٌ في النواعِمِ مِكْسالُ أَرى العِينَ مِن عَينَيكِ جانَسْنَ خِلْقةً فَمِن أَجلِها حَوليكِ تَرتَعُ آجالُ فَما لكِ عنّا تَنفُرينَ نِفَارَهَا أَفي الخَلْقِ مِنَّا عِندَ شَكلِك إِشكالُ متى نَتَلَقّى منكِ إنجازَ مَوْعِدٍ وفِعلُكِ ذو بُخلٍ وقَولُكِ مِفضالُ وفيكِ الرُّوَّاضِ إدلالُ صعبةٍ ينالُ بها عزَّ امرئ القيس إذلالُ ويُقْسمُ للتقبيلِ فوكِ مُصَدَّقاً بِأَنَّ الَّتي تَحوي القَسيمَةَ مِتْفَالُ وَلَو سُلَّ روحي مِن عُروقي لَرَدَّهُ إِلَيَّ رُضابٌ مِن ثَناياكِ سِلسالُ أَرى الوَقْفَ أضحى مِنكِ في الزندِ ثابِتاً وَلَكِنْ وِشاحٌ منك في الخَصرِ جَوّالُ وَأَنتِ كَعَذبِ الماءِ يُحْيي وَرُبَّما غدا شَرَقٌ مِن شربه وهوَ قَتّالُ أَيُؤمَن مِنك الحَتفُ وَالكَيدُ في الهَوى وطرفُكِ مُغْتالٌ وعِطْفُك مُخْتالُ حبيسٌ عليكِ العُجْبُ إذْ ما لبستِهِ مِنَ الحُسْنِ نَعلاً عند غَيركِ سِربالُ وَلابِسةٍ ظِلَّيْ دُجاها وَأَيْكِها وللسجع منها في القلائد أَعمالُ تَكَفّلَ في الوادي لها بنعيمها رياضٌ كوَشيِ العبقريّ وأوشالُ شَدَت فانثَنى رَقصاً بكلِّ سَميعةٍ مِنَ الطيرِ مُهتزٌّ مِنَ القضب ميَّالُ فهل علماءٌ في الشوادي مصيخةٌ إليهنّ خُرْسٌ بالتّرنّم جُهّالُ فورقاءُ لم تأرقْ بحزنٍ جفونُها وبلبلةٌ لم يدرِ منها الأسى بالُ وَأَذكَرتِني عَصْرَ الشبابِ الذي مضى لِبرديَ فيه بالتَّنَعُّمِ إِسبالُ ونضرةَ عيشٍ كان همّيَ جامداً بِهِ حَيثُ تَبري في الزجاجَةِ سَيّالُ وَدارٍ غَدَونا عَن حِماها وَلَم نَرُحْ وَنَحنُ إِلَيها بِالعَزائِمِ قُفّالُ بها كنتُ طفلاً في ترعرع شِرّتي أُلاعبُ أيّام الصّبا وهي أطفالُ كستني الخطوبُ السودُ بيضَ ذوائبٍ ففي خلّتي منها لدى البيض إخلالُ أبعد أنسياتِ الهوى أقطعُ الفلا ويسنحُ لي منْ وحشها الجأبُ والرّالُ وَمِن بَعدِ وَردٍ في مقيلي وَسَوْسَنٍ أقيلُ ومشمومي بها الطّلْحُ والضالُ أُخالفُ كُورَ الحرفِ من كلّ مهمهٍ تَوَارَدَ فيه الماءَ أطْلَسُ عَسّالُ له في حِجاجِ العين ناريّةٌ لها إذا طُفِئَتْ ناريّةُ الشَّمسِ إِشعالُ وَيَهديهِ هادٍ مِن دَلالَةِ مَعْطِسٍ إلى ما عليه من ظلامِ الفلا خالُ إِذا جاءَ في جنح الدجى نحو غيله تَصَدّى له في القوس أسمَرُ مُغْتالُ تطيرُ معَ الفولاذِ والعُودِ نحوَهُ مِنَ الموتِ في الريشِ الخفائِفِ أثقالُ وَلي عَزْمَةٌ لا يَطْبَعُ القَيْنُ مثلَها وَلَو أَنَّهُ في الغمدِ لِلهامِ فَصّالُ وَحَزمٌ يَبيتُ العَجزُ عَنهُ بمعزلٍ ورأيٌ به في اللبس يُرْفَعُ إشكالُ أُصَيِّرُ أَخفافَ النجيب مفاتحاً لِهَمٍّ عليه للتنائف أقْفالُ وَأَركَبُ إِذ لا أَرض إلّا غُطامِطٌ مطيّةَ ماءٍ سَبْحُها فيه إرقالُ حمامةَ أيْكٍ ما لها فوق غُصْنها غِناءٌ له عند المعرِّيّ إِعوالُ وأُقسمُ ما هوّمتُ إلّا وَزَارَني عَلَى بُعْدِهِ الوادي الَّذي عِندَهُ الآلُ بِأَرضٍ نَباتُ العزِّ فيها فَوارِسٌ تَصولُ المنايا في الحروبِ إِذا صَالوا تُظِلُّهمْ والرَوعُ يشوي أُوارهُ ذوابلُ فيها للأسنّة ذُبّالُ إذا أطفأ الدجنُ الكواكبَ أسرجوا وجوهاً بها تُهْدَى المسالكَ ضُلّالُ فَمِن كُلِّ قَرْمٍ في الندِيِّ هَديرُهُ إِذا ما احتَبى قيلٌ مِنَ المجدِ أَو قالُ شُجاعٌ يَصيدُ القِرْنَ حَتَّى كَأَنَّهُ إِذا ما كَساهُ الرمحُ أحقبُ ذَيّالُ وَمَوسومَةٌ بالبِيضِ وَالسمرِ هُلْهِلَتْ عَلَيهِنَّ من نَسْجِ العجاجاتِ أجلالُ فَقُرّحُهَا يوْمَ الوغى وَمِهَارُهَا فوارسُها منهم ليوثٌ وأشبالُ أَلا حَبّذا تِلكَ الدِّيارُ أواهلاً ويا حبّذا منها رُسومٌ وأَطلالُ وَيا حَبّذا مِنها تَنَسُّمُ نَفحَةٍ تُؤَدّيهِ أَسحارٌ إِلَينا وَآصالُ وَيا حَبّذا الأحياءُ مِنهُم وَحَبَّذا مفاصلُ منهم في القبور وأوْصَالُ وَيا حَبّذا ما بَينَهُمْ طولُ نَوْمَةٍ تُنَبّهُني منها إلى الحشْرِ أهوالُ





المراجع

  1. "اختلاف النهار والليل ينسي"، الديوان، 9/11/2023، اطّلع عليه بتاريخ 9/11/2023.
  2. "أجمل على بخل الغواني وإجمال"، الديوان، 12/11/2023، اطّلع عليه بتاريخ 12/11/2023.