البحر الكامل

يعد البحر الثالث من بحور الشعر العربي، يستعمل تامًا أو مجزوءًا، أما تفعيلاته فست تفعيلات، وهو من أكثر البحور أضرُبًا[١]، ولقد سمّاه الخليل بن أحمد بهذا الاسم لأن حركاته ثلاثين حركةً، على غير ما وجد في سواه من بحور الشعر، هذا وله تسعة أضرب، ويرى البستاني أنه يصلح لكل أغراض الشعر، فهو مطربًا، وله نبرة تحرك العاطفة، كقول الشاعر: يا دُمية نصبت لمعتكف بل ظبيةً أوفت على شرفِ.[٢]


تفعيلات البحر الكامل

لبحر الكامل ست تفعيلاتٍ أساسية، يتغيّر عروضها وضربها حسب نظم الشاعر، وهي:[٣]

متفاعلن متفاعلن متفاعلن متفاعلن متفاعلن متفاعلن

متفاعلن في حالة القطع، ومتفعلن، وفي حالة الخرم مفاعلن، فتعلن، مفاعلن، أما حالة الحذذ فيأتي متفاعْل "متفا" بينما في الترفيل "متفاعلاتن" وفي التذييل "فاعلان".


مفتاح البحر الكامل

أما مفتاح البحر الكامل فهو: [٤]


كمل الجمال من البحور الكامل متفاعلن متفاعلن متفاعلن



أنواع البحر الكامل


البحر الكامل التام

يضم البحر الكامل التام ثلاثة أجزاء، على النحو الآتي:[٥]

  • عروض تامة صحيحة، تفعيلاتها (متفاعلن) وهي مقطوعة على وزن (متفاعل)، وآخرها مضمر على وزن (فَعِلنْ) بدلًا من (متفا).

ومثاله قول الشاعر: إني لأجبن من فراق أحبتي    وتحس نفسي بالحمام فأشجع

التقطيع الصويت : إن ني لأ ج بذ من فرا ق أ حب ب تي     وت حس نف سي  بل ح ما م ف أش ج عو

  • عروض صحيحة(متفاعلن) وضرب مقطوع (متفاعل)، كقول خليل مطران:[٦]
    
    يا يوم قتل بزرجمهر وقد أتوا فيه يلبون النداء عسحالا
    
  • عروض صحيحة (متفاعلن)، وضرب مضمر، على وزن (متفا)، كقول الشاعر:[٦]
    
    عقم النساء يلدن شبيهه إن النساء بمثله عقم
    
  • عروض حذاء (متفا) وضرب أحذ (متفا)، كقول أبو العتاهية:[٦]
    
    الموت بين الخلق مشترك لا سوقة يبقى ولا ملك
    
    
    متفاعلن متفاعلن متفا متفاعلن متفاعلن متفا
    


مجزوء الكامل

يحذف ثلثا البيت؛ أي حذف تفعيلتي العروض والضرب، ووزنه "متفاعلن متفاعلن"، ويأتي على خمسة أنواعٍ، على النحو الآتي:[٢]

  • عروضه صحيحه وضربه صحيح على وزن (متفاعلن)، كقول الشاعر:
    
    هذا الربيع فحيه وأنزا بأكرم منزل
    
  • عروضه صحيحة متفاعلن، وضربه مقطوع متفاعل، كقول الشاعر:

الشعر لست أقوله إلا كما أنا أشعرُ

  • عروضه صحيحة متفاعلن، وضربه مرفل متفاعلاتن، كقول الشاعر:

غيري على السلوان قادر وسواي بالعشاق قادر

متفاعلن متفاعلاتن متفاعلن متفاعلاتن

  • عروضه صحيحة متفاعلن، وضربه يدعى مذيل متفاعلان، كقول الشاعر:

أنا لم أقم بصدوده حتى يحمّلني هواه

متفاعلن متفاعلن متفاعلن متفاعلان


خصائص بحر الكامل

يتميز بحر الكامل بعدة خصائصٍ، أهمها:

  • تصل أضربه إلى تسعة أضربٍ، وهذا ما ميزه عن غيره من بحور الشعر.[٧]
  • تنوع الإيقاع؛ لتعدد الدوائر في البيت الشعري.[٨]
  • يعد بحر الكامل من البحور الصافية التي تحتمل الكثير من الأغراض الشعرية.[٩]


نماذج شعرية على بحر الكامل

ورد بحر الكامل في العديد من القصائد العربية للشعراء القدامى والمحدثين، ومن بينها على سبيل الذكر لا الحصر هذه الأبيات:


قول الشاعر الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه[١٠]


مالي مررت على القبور مُسلما قبر الحبيبب فلم يرد جواني


ياقبر مالك لا تجيب مناديا أمللت بعدي صحبة الأحباب

قال: فأجابني صوت عالٍ


قل للحبيبي وكيف لي بجوابكم وأنا الهرين بجندل وتراب


أكل التراب محاسني فنسيتكم وحجبت عن أهلي وعن أحبابي



عنترة بن شداد[١١]


رمت الفؤاد مليحة عذراء بسهام لحظ مالهن دواء



فاغتالني سقمي الذي في باطني أخفيته فإذاعه الإخفاء


يا عبلَ، مثل هواك أو أضعافه عندي إذا وقع الإياس رجاء



ايليا أبو ماضي[١٢]


وطن النجوم أنا هنا حدق أتذكر من أنا


المحت في الماضي البعيد فتى غريرا أرعنا


جذذلان يمرح في حقولك كالنسيم مدندنا



ولقراءة معلومات عن غيره من بحور الشعر العربي: بحر الوافر، بحر المديد.

المراجع

  1. محمود مصطفى، أهدى السبيل إلى علمي الخليل العروض والقافية، صفحة 52. بتصرّف.
  2. ^ أ ب غازي يموت، عروض الشعر العربي عروض الخليل، صفحة 94-101. بتصرّف.
  3. سيد البحراوي، العروض وايقاع الشعر العربي، صفحة 44.
  4. سيد غيث، الشرح الكافي في علمي العروض والقوافي، صفحة 121. بتصرّف.
  5. اسلام قطب، ميزان الأدب في صناعة شعر العرب، صفحة 55-56. بتصرّف.
  6. ^ أ ب ت
  7. سيد غيث، الشرح الكافي في علمي العروض والقوافي، صفحة 122.
  8. عبد الجبار العلمي، الإيقاع في الشعر العربي الحديث البحث عن أشكال جديدة دراسة في ديوان براعم، صفحة 17.
  9. محمد يونس صالح، فلسفة الإيقاع: قراءة في شعرية محمد صابر عبيد، صفحة 71.
  10. اسلام قطب، موسوعة روائع الشعر العربي الجزء الخامس الموت والقبور، صفحة 80. بتصرّف.
  11. اسلام قطب، موسوعة روائع الشعر العربي الجزء التاسع العيون، صفحة 43.
  12. خالد مصطفى الدمج، النخبة الكافية في العروض والقافية، صفحة 37.