في مختلف الأوقات والأحوال لا يجد الإنسان ملجأ إلا الله سبحانه وتعالى، وبصورة خاصة في أوقات الأزمات أو الشدائد وعند اقتراف الذنوب والمعاصي، فهو الأنيس والنصير والذي لا يخذل عباده أبدًا، وقد سطّر العديد من الشعراء هذه المعاني الروحانية والإيمانية في قصائدهم، وفي السطور التالية من هذا المقال قدمنا لكم بعض النماذج والأمثلة للشعر الذي قيل في اللجوء إلى الله.


قصيدة كلما رابني من الدهر ريب

يقول إسماعيل بن يحيى اليزيدي في هذه القصيدة:[١]


كلّما رابني من الدّهرِ ريبٌ فاتكالي عليكَ يا ربِّ فيهِ إنَّ مَنْ كان ليس يدري أفي المحـ ـبوبِ صنعٌ له أو المكروهِ لحريٌّ بأنْ يُفوّضَ ما يعـ ـجزُ عنه إلى الذي يكفيهِ الإلهِ البرِّ الذي هو في الرأ فةِ أحنى مِنْ أمِّهِ وأبيهِ قعدتْ بيَ الذنوبُ أستغفرُ اللهَ لها مُخلصاً وأستعفيهِ كم يُوالي لنا الكرامةَ والنعـ ـمةَ مِنْ فضلهِ وكم نعصيهِ!



قصيدة إلهي لا تعذبني

يقول فيها الشاعر أبو العتاهية:[٢]


إِلَهي لا تُعَذِّبني فَإِنّي مُقِرٌّ بِالَّذي قَد كانَ مِنّي وَما لي حيلَةٌ إِلّا رَجائي وَعَفوُكَ إِن عَفَوتَ وَحُسنُ ظَنّي فَكَم مِن زِلَّةٍ لي في البَرايا وَأَنتَ عَلَيَّ ذو فَضلٍ وَمَنِّ إِذا فَكَّرتُ في نَدَمي عَلَيها عَضَضتُ أَنامِلي وَقَرَعتُ سِنّي يَظُنُّ الناسُ بي خَيراً وَإِنّي لَشَرُّ الناسِ إِن لَم تَعفُ عَنّي أُجَنُّ بِزَهرَةِ الدُنيا جُنوناً وَأُفني العُمرَ فيها بِالتَمَنّي وَبَينَ يَدَيَّ مُحتَبَسٌ طَويلٌ كَأَنّي قَد دُعيتُ لَهُ كَأَنّي وَلَو أَنّي صَدَقتُ الزُهدَ فيها قَلَبتُ لِأَهلِها ظَهرَ المِجَنِّ



قصيدة ولما قسا قلبي

وفي هذه القصيدة يقول الإمام الشافعي ملتجئًا إلى الله تعالى راجيًا منه المغفرة والعفو:[٣]


وَلَمّا قَسا قَلبي وَضاقَت مَذاهِبي جَعَلتُ الرَجا مِنّي لِعَفوِكَ سُلَّما تَعاظَمَني ذَنبي فَلَمّا قَرَنتُهُ بِعَفوِكَ رَبّي كانَ عَفوُكَ أَعظَما فَما زِلتَ ذا عَفوٍ عَنِ الذَنبِ لَم تَزَل تَجودُ وَتَعفو مِنَّةً وَتَكَرُّما فَلَولاكَ لَم يَصمُد لِإِبليسَ عابِدٌ فَكَيفَ وَقَد أَغوى صَفِيَّكَ آدَما فَلِلَّهِ دَرُّ العارِفِ النَدبِ إِنَّهُ تَفيضُ لِفَرطِ الوَجدِ أَجفانُهُ دَما يُقيمُ إِذا ما اللَيلُ مَدَّ ظَلامَهُ عَلى نَفسِهِ مَن شِدَّةِ الخَوفِ مَأتَما فَصيحاً إِذا ما كانَ في ذِكرِ رَبِّهِ وَفي ما سِواهُ في الوَرى كانَ أَعجَما وَيَذكُرُ أَيّاماً مَضَت مِن شَبابِهِ وَما كانَ فيها بِالجَهالَةِ أَجرَما فَصارَ قَرينَ الهَمِّ طولَ نَهارِهِ أَخا الشُهدِ وَالنَجوى إِذا اللَيلُ أَظلَما يَقولُ حَبيبي أَنتَ سُؤلي وَبُغيَتي كَفى بِكَ لِلراجينَ سُؤلاً وَمَغنَما أَلَستَ الَّذي غَذَّيتَني وَهَدَيتَني وَلا زِلتَ مَنّاناً عَلَيَّ وَمُنعِما عَسى مَن لَهُ الإِحسانُ يَغفِرُ زَلَّتي وَيَستُرُ أَوزاري وَما قَد تَقَدَّما



قصيدة يا رب إن عظمت ذنوبي

يقول الشاعر أبو نواس:[٤]


يا رَبِّ إِن عَظُمَت ذُنوبي كَثرَةً فَلَقَد عَلِمتُ بِأَنَّ عَفوَكَ أَعظَمُ إِن كانَ لا يَرجوكَ إِلّا مُحسِنٌ فَبِمَن يَلوذُ وَيَستَجيرُ المُجرِمُ أَدعوكَ رَبِّ كَما أَمَرتَ تَضَرُّعاً فَإِذا رَدَدتَ يَدي فَمَن ذا يَرحَمُ ما لي إِلَيكَ وَسيلَةٌ إِلا الرَجا وَجَميلُ عَفوِكَ ثُمَّ أَنّي مُسلِمُ



قصيدة تعالى الله الواحد الصمد

يقول أبو العتاهية فيها:[٥]


تَعالى الواحِدُ الصَمدُ الجَليلُ وَحَشى أَن يَكونَ لَهُ عَديلُ هُوَ المَلِكُ العَزيزُ وَكُلُّ شَيءٍ سِواهُ فَهُوَ مُنتَقَصٌ ذَليلُ وَما مِن مَذهَبٍ إِلّا إِلَيهِ وَإِنَّ سَبيلَهُ لَهُوَ السَبيلُ وَإِنَّ لَهُ لَمَنّا لَيسَ يُحصى وَإِنَّ عَطائَهُ لَهُوَ الجَزيلُ وَكُلُّ قَضائِهِ عَدلٌ عَلَينا وَكُلُّ بَلائِهِ حَسَنٌ جَميلُ وَكُلُّ مُفَوَّهٍ أَثنى عَلَيهِ لِيَبلُغَهُ فَمُنحَسِرٌ كَليلُ أَيا مَن قَد تَهاوَنَ بِالمَنايا وَمَن قَد غَرَّهُ الأَمَلُ الطَويلُ أَلَم تَرَ أَنَّما الدُنيا غُرورٌ وَأَنَّ مُقامَنا فيها قَليلُ


المراجع

  1. "قصيدة كلما رابني من الدهر"، بوابة الشعراء. بتصرّف.
  2. "قصيدة إلهي لا تعذبني"، الديوان. بتصرّف.
  3. "قصيدة ولما قسا قلبي"، الديوان . بتصرّف.
  4. محمد بن موسى الشريف، تسبيح ومناجاة وثناء على ملك الأرض والسماء، صفحة 75. بتصرّف.
  5. محمد بن موسى الشريف، تسبيح ومناجاة وثناء على ملك الأرض والسماء، صفحة 83. بتصرّف.