قصائد عن القهوة

القهوة، تلك حبوبُ البنّ المطحونة التي تذوب في الماء فتذوب فيها ذواتُنا، طالما تغنّى فحولُ الشّعراء بها فألهمتهم أجملَ القصائد، وممّا قاله الشّعراء فيها ما يأتي.


قصيدة: الشمس تتناول القهوة في صنعاء القديمة

يقول عبد العزيز المقالح:[١]

لك أنْ تشربَ قهوتَكَ الليليةَ

في أيِّ مكانٍ،

في روما أو باريسَ،

وأن تشربها بالقرفةِ

أو بالهالِ

وباللَّبنِ الطازجِ

أو بالعسلِ الجبلي

لكَ أن تختارَ مكانَك

في مقهىً مغمورٍ بالضوء الباذخ

أو مطليٍّ بالعتمة

لكنك لن تتذوَّق فنجاناً

أشهى من فنجانٍ صنعانيٍّ

يأخذُ شكلَ بخارِ الغيمةِ

وهي تبلِّل جفنَ صباحٍ

يفتح عينيهِ الخضراوين

على جبلٍ تكسو عري حجارتهِ

أشجارُ البنّ.

لك أن تقرأ ما قال الفنجانُ

هناك على مقهى يسبح

فوقَ مياهِ النيل

وإن شئتَ على مقهىً خشبيٍّ في «تومبكتو»

لكنك لن تقرأَ فنجاناً أحلى

من فنجانٍ ترشفهُ

في شرفة دارٍ باذخةِ الأفياء

قبالة غيمٍ يرسم

بالأبيض والأزرق مقهىً

تتوقف فيه الشمسُ

لتشربَ قهوتَها كل صباحٍ

وتداعب شرفاتِ بيوتٍ نائمةٍ

وشوارعَ تصحو

من ليلٍ

يتعلَّق في سقف الأرضْ.


قصيدة: في المقهى

يقول نزار قباني:[٢]


يثب الفنجان من لهفته في يدي شوقا إلى فنجانها آه من قبعة الشمس التي يلهث الصيف على خيطانها جولة الضوء على ركبته زلزلت روحي من أركانها هي من فنجانها شاربة وأنا أشرب من أجفانها قصة العينين تستعبدني من رأى الأنجم في طوفانها كلما حدقت فيها ضحكت وتعرى الثلج في أسنانها شاركيني قهوة الصبح ولا تدفني نفسك في أشجانها



قصيدة: يا حامص البن رفقا

يقول جابر العثواني:[٣]


يا حامص البن رفقاً أنت تؤذيهِ ‏لا تحرق البن في أحلى أراضيهِ ‏على يدينا حياة البن نزرعه ‏أعني بخولان نرعاه ونرويهِ ‏وغيرُنا لم يرَ الأزهار باسمة ‏منها ولا كل لونٍ حين تعطيهِ ‏فارأف بها وبنا ، لو كنت حامصه ‏فاخلط به من حروفي ما يواسيهِ



قصيدة يا خاطب القهوة الصهباء

يقول أبو نواس:[٤]


يا خاطِبَ القَهوَةِ الصَهباءِ يَمهُرُها بِالرَطلِ يَأخُذُ مِنها مِلأَهُ ذَهَبا قَصَّرتَ بِالراحِ فَاِحذَر أَن تُسَمِّعَها فَيَحلِفَ الكَرمُ أَن لا يَحمِلَ العِنَبا يا قَهوَةً حُرِّمَت إِلّا عَلى رَجُلٍ أَثرى فَأَتلَفَ فيها المالَ وَالنَشَبا



قصيدة: قهوة كوكبها يزهر

يقول أبو تمام:[٥]


قَهوَةٍ كَوكَبُها يَزهَرُ يَسطَعُ مِنها المِسكُ وَالعَنبَرُ وَردِيَّةٌ يَحتَثُّها شادِنٌ كَأَنَّها مِن خَدِّهِ تُعصَرُ مازالَ قَلبي مُذ تَعَلَّقتُهُ أَعمى مِنَ الهِجرانِ ما يُبصِرُ مُهَفهَفٌ لَم يَبتَسِم ضاحِكاً مُذ كانَ إِلّا كَسَدَ الجَوهَرُ بِحُبِّهِ يَقبُرُني قابِري عِندَ مَماتي وَبِهِ أُنشَرُ



نص نثري عن القهوة

يقول محمود درويش: القهوة لا تُشرب على عجل، القهوةٌ أخت الوقت تُحْتَسى على مهل، القهوة صوت المذاق، صوت الرائحة، القهوة تأمّل وتغلغل في النفس وفي الذكريات، لا قهوة تشبه قهوة أخرى، لكل بيت قهوته ، ولكل يد قهوتها ، لأنه لانفس تشبه نفساً أخرى.[٦]

المراجع

  1. "الشمس تتناول القهوة في صنعاء القديمة"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 23/8/2023.
  2. "في المقهى"، الديوان ، اطّلع عليه بتاريخ 14/8/2023.
  3. "يا حامص البن رفقا أنت تؤذيه"، الديوان ، اطّلع عليه بتاريخ 23/8/2023.
  4. "يا خاطب القهوة الصهباء يمهرها "، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 23/8/2023.
  5. "قهوة كوكبها يزهر"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 23/8/2023.
  6. "ذاكرة للنسيان"، أبجد، اطّلع عليه بتاريخ 23/8/2023.