قصيدة "ألحب روح أنت معناه"


أَلحُبُّ رُوحٌ أَنْتَ مَعناهُ


وَالحُسنُ لَفْظٌ أَنتَ مَبْنَاهُ

وَالأُنْسُ عهدٌ أنت جَنتهُ


وَاللفظُ رَوضٌ أَنتَ مَغناهُ

إِرْحَمْ فؤاداً فِي هَوَاكَ غدا


مَضْنًى وَحُمَّاهُ حُميَّاهُ

تمَّت بِرُؤْيَتِكَ المُنى فحكَتْ


حِلماً تَمَتَّعْنَا بِرُؤْيَاهُ

يَا طِيبَ عيْنِي حِين آنسهَا


يَا سَعْدَ قَلْبِي حِين ناجَاهُ



قصيدة "تعلق روحي روحها قبل خلقنا" لقيس بن ذريح


تَعلَقُ رَوحي رَوحَها قَبلَ خَلقِنا


وَمِن بَعدِ ما كُنّا نِطافا وَفي المَهدِ

فَزادَ كَما زِدنا فَأَصبَحَ نامِيا


فَلَيسَ وَإِن مُتنا بِمُنفَصِمِ العَهدِ

وَلَكِنَّهُ باقٍ عَلى كُلِّ حادِثٍ


وَزائِرُنا في ظَلمَةِ القَبرِ وَاللَحدِ

يَكادُ حُبابُ الماءِ يَخدِشُ جِلدَها


إِذا اِغتَسَلَت بِالماءِ مِن رِقَتِ الجِلدِ

وَإِنِّيَ أَشتاقُ إِلى ريحِ جَيبِها


كَما اِشتاقَ إِدريسُ إِلى جَنَّةِ الخُلدِ

وَلَو لَبِسَت ثَوباً مِنَ الوَردِ خالِصاً


لَخَدَّشَ مِنها جِلدَها وَرَقُ الوَردِ

يُثَقِّلُها لُبسُ الحَريرِ لِلينِها


وَتَشكو إِلى جاراتِها ثِقَلَ العِقدِ

وَأَرحَمُ خَدَّيها إِذا ما لَحَظتُها


حِذاراً لِلَحظي أَن يُؤَثِّرَ في الخَدِّ



قصيدة "دع العين تجني الحب من موقع النظر" لأبي بكر بن مجبر


دع العينَ تجني الحُبَّ من موقع النظر


وتغرسُ وَردَ الحُسنِ في رَوضَةِ الخَفَر

أمتعُها فيه فإن تَكُ لوعةٌ


صَبرتُ وما ذمّ العواقبَ مَن صَبَر

فَتورُ العيونِ النجلِ يُطلَبُ بالهوى


وإن غفَلَ التفتيرُ لم يغفَلِ الحَوَر

وزائرةٍ والليلُ مُلقٍ رواقَهُ


ومن أينَ للظلماءِ أن تكتُمَ القَمَر

حَدَرت نِقابَ الصَونِ عن صفح خدها


فيا حُسنَ ما انشقَّ الكِمامُ عن الزَهَر

وراودتُها عن لثمِهِ فَتَمَنَّعَت


وما عادةُ الأغصانِ أن تَمنَعَ الثَمَر

رَشَا كُلَّما أدمَت جُفُونِيَ خَدَّهُ


أشار إلى قلبي بعينيهِ فانتصَر

يطالبُني قلبي بتقبيلِ ثَغرِهِ


لقد غاصَ في بَحرِ الجَمالِ على الدُرَر



قصيدة "مضنى وليس به حراك" لأحمد شوقي


مضنى وليس به حراك


لكن يخف إذا رآك

ويميل من طربٍ إذا


ما مِلت يا غصن الأراك

إن الجمال كساك من


ورق المحاسن ماكساك

فنبتّ بين جوانحي


والقلب من دمه سقاك

ليت اعتدالك كان لي


منه نصيب في هواك

يا ليت شعري ما أما


لك عن هواى وما ثناك

ما همتُ في روض الحمى


إلا واسكرني شذاك

والقلب مخفوض الجنا


ح يهيم فيه على جناك



قصيدة "أيا ساكني قلبي على بعد دارهم" لأبي اليمن الكندي


أيا ساكني قلبي على بعد دارِهم


لقد عِيلَ صبري مُذ شطَّت نواكم

سرى معكم نومي فأصبحت بعدكم


ألوم السرى منه وأبكي سراكم

رضيتم بِعادي عنكم فرضيتُه


لأنيَّ أهواكم وأهوى هواكم

شجاني غرامٌ لو وَفيتم ببعضهِ


لقلبِ المعنَّى فيكمُ لشجاكم

أعيدوا لنا عيدَ الوصال على اللوى


سقى الله أيام اللوى وسقاكم

ودادووا بلقياكم فؤادي من الضَّنا


فهيهات أن نلقي طبيباً سواكم

دهاني اشتياق لم تُصبكم سهامهُ


فياليته لمَّا دهاني دهاكم

وإني لأخشى أن أموتَ بغصَّتي


ولا أنني أبقى إِلى أن أراكم

ولو كان قلبي كالقلوب لغيركم


له كان لمّا أن سلوتُم سلاكم



قصيدة "أحبك يا ليلى محبة عاشق" لقيس بن الملوح


أُحِبُّكِ يا لَيلى مَحَبَّةَ عاشِقٍ


عَلَيهِ جَميعُ المُصعِباتِ تَهونُ

أُحِبُّكِ حُبّاً لَو تُحِبّينَ مِثلَه


أَصابَكِ مِن وَجدٍ عَلَيَّ جُنونُ

أَلا فَاِرحَمي صَبّاً كَئيباً مُعَذَّباً


حَريقُ الحَشا مُضنى الفُؤادِ حَزينُ

قَتيلٌ مِنَ الأَشواقِ أَمّا نَهارُهُ


فَباكٍ وَأَمّا لَيلُهُ فَأَنينُ

لَهُ عَبرَةٌ تَهمي وَنيرانُ قَلبُهُ


وَأَجفانُهُ تُذري الدُموعَ عُيونُ

فَيالَيتَ أَنَّ المَوتَ يَأتي مُعَجِّلاً


عَلى أَنَّ عِشقِ الغانِياتِ فُتونُ



قصيدة "حبيبتي" لنزار قباني


حبيبتي : إن يسألونك عني

يوما، فلا تفكري كثيرا

قولي لهم بكل كبرياء

((... يحبني...يحبني كثيرا ))


صغيرتي : إن عاتبوك يوما

كيف قصصت شعرك الحريرا

وكيف حطمت إناء طيب

من بعدما ربيته شهورا

وكان مثل الصيف في بلادي

يوزع الظلال والعبيرا

قولي لهم: ((أنا قصصت شعري

((... لان من أحبه يحبه قصيرا


أميرتي : إذا معا رقصنا

على الشموع لحننا الأثيرا

وحول البيان في ثوان

وجودنا أشعة ونورا

وظنك الجميع في ذراعي

فراشة تهم أن تطيرا

فواصلي رقصك في هدوء

... واتخذي من أضلعي سريرا

وتمتمي بكل كبرياء:

((... يحبني... يحبني كثيرا ))


حبيبتيي: إن أخبروك أني

لا أملك العبيدا والقصورا

وليس في يدي عقد ماس

به أحيط جيدك الصغيرا

قولي لهم بكل عنفوان

يا حبي الأول والأخيرا

قولي لهم: ((... كفاني

((... بأنه يحبني كثيرا

حبيبتي يا ألف يا حبيبتي

حبي لعينيك أنا كبير

... وسوف يبقى دائما كبيرا


قصيدة "سألت حبيبي في قبلة" لأحمد شوقي


سألت حبيبيَ في قبلة


فما نعنيها بحكم الخجل

فلازمت صبرىَ حتى غفا


وملت على خدّه بالقبل

فنضّى عن الجفن ثوب الكرى


وعما جرى بيننا لا تسل

وقال جرحت بوقع الشفاه


خدودي وذنبك لا يحتمل

فقلت أنت جرحت الحشا


وأدميته بسهام المُقَل

وفي الشرع أن الجروح قصاص


جُرح بجرح حكم عدل

فأبدى الحبيب ابتسام الرضا


ومال كغصن النقا واعتدل

وقال وحق سواد العيو


ن التي علمتك رقيق الغزل

لتستهدفنَّ لنبل اللحاظ


إذا عدت يوما لهذا العمل



قصيدة "رعى الله من يصلي فؤادي بحبه" للمعتمد بن عباد


رَعى اللَهُ مَن يَصلى فُؤادي بِحُبِّهِ


سَعيراً وَعَيني مِنهُ في جَنَّةِ الخُلدِ

غَزاليَّةُ العَينَينِ شَمسيَّةُ السَنا


كَثيبيَّةُ الرِدفَينِ غُصنيَّةُ القَدِّ

شَكَوتُ إِلَيها حُبَّها بِمَدامِعي


وَأَعلَمتُها ما قَد لَقيتُ مِنَ الوَجدِ

فَصادَفَ قَلبي قَلبَها وَهوَ سالِمٌ


فَأَعدى وَذو الشَوقِ المُبرِّحِ قَد يُعدي

فَجادَت وَما كادَت عَليَّ بِخَدِّها


وَقَد يَنبَعُ الماءُ النَميرُ مِنَ الصَلدِ

فَقُلتُ لَها هاتي ثَناياكِ إِنَّني


أُفَضِّلُ نُوّارَ الأَقاحي عَلى الوَردِ

وَميلي عَلى جِسمي بِجِسمِكِ فاِنثَنَت


تُعيدُ الَّذي أَمَّلتُ مِنها كَما تُبدي

عِناقاً وَلَثماً أَرويا الشَوقَ بَينَنا


فُرادى وَمَثنى كالشَرارِ مِنَ الزَندِ

فَيا ساعَةً ما كانَ أَقصَرَ وَقتها


لَدَيَّ تَقَضَّت غَيرَ مَندومَةِ العَهدِ



قصيدة "ألا حرق بحبك في فؤادي" لبلبل الغرام الحاجري


أَلا حرقٌ بِحُبِّكَ في فُؤادي


أَبَيتُ بِحَرِّها قَلِقَ الوِسادِ

وَراءَ هَوىً طَوَيتُ لَهُ ضُلوعي


حَذاراً وَهوَ بِالأَشواقِ بادِ

جَعَلتُ لِمحنَتي حُلوَ التَثَنّي


لَذيذَ المَجتَنى صَعبَ القِيادِ

وَمِثلُكَ ما رَأَينا في البَرايا


حَبيباً فِعلُهُ فِعلُ الأَعادي

أَجِرني مِن بِعادِكَ فَالمَنايا


إِلى قَلبي أَلَذُّ مِنَ البِعادِ



قصيدة "عيناك والسحر الذي فيهما" لإيليا ابو ماضي


عَيناك وَالسِحرُ الَّذي فيهِما


صَيَّرَتاني شاعِراً ساحِرا

طَلَّمَتنِيَ الحُب وَعَلَّمتُهُ


بَدَر الدُجى وَالغُصن وَالطائِرا

أُِن غِبتِ عَن عَيني وَجُنَّ الدُجى


سَأَلتُ عَنكِ القَمَرَ الزاهِرا

وَأَطرُقُ الرَوضَةَ عِندَ الضُحى


كَيما أُناجي البُلبُلَ الشاعِرا

وَأَنشُقُ الوَردَةَ في كُمِّها


لِأَنَّ فيها أَرَجاً عاطِرا

يُذَكِّرُ الصَبُّ بِذاكَ الشَذا


هَل تَذكُرينَ العاشِقَ الذاكِرا

كَم نائِمٍ في وَكرِهِ هانِئٍ


نَبَّهتِهِ مِن وَكرِهِ باكِرا

أَصبَحَ مِثلي تائِهاً حائِراً


لَما رَآني في الرُبى حائِرا

وَراحَ يَشكو لي وَأَشكو لَهُ


بَطشَ الهَوى وَالهَجر وَالهاجِرا

وَكَوكَبٍ أَسمَعتُهُ زَفرَتي


فَباتَ مِثلِيَ ساهِياً ساهِرا

زَجَرتُ حَتّى النَومَ عَن مُقلَتي


وَلَم أُبالِ اللائِمَ الزاجِرا

يا لَيتَ أَنّي مَثَلٌ ثائِرٌ


كَيما نَقولُ المَثَلَ السائِرا



قصيدة "قالوا ألا تصف الغرام لنا" لمحمود سامي البارودي


قَالُوا أَلا تَصِفُ الْغَرَامَ لَنَا


حَتَّى يُحِيطَ بِنَعْتِهِ الْفَهْمُ

فَأَجَبْتُهُمْ هَيْهَاتَ أَنْعَتُ مَا


يَعْتَلُّ دُونَ صِفَاتِهِ الْوَهْمُ

الْحُبُّ يَنْفُذُ بِالْفُؤَادِ كَمَا


يَمْضِي عَلَى غُلَوَائِهِ السَّهْمُ

يَعْنُو لِسَوْرَتِهِ الْمَلِيكُ وَلا


يَقْوَى عَلَى صَدَمَاتِهِ الشَّهْمُ



قصيدة "يا عيوناً باللوى ساهرة" لابن عطاء الله المصري


يا عُيوناً بِاللِوى ساهرةً


حرَّم اللَهُ عليكِ الفِكَرا

أنا في نارِ اِشتِياقي مُحرَقٌ


وَوُشاتي تَستَطيب السَمَرا

والذي قد ذُبتُ من وَجد به


وغرام ليس يدري الخَبرا

لَيتهم لو سامَحوني ساعةً


بحبيبي فاِختَلستُ النَظَرا

ليس بَختي في الهوى البختَ الذي


أجتنى البرد به والزَهَرا



قصيدة "فمتى تعلمني ؟!" لعبدالرحمن العشماوي


قالتْ : لقد علَّمتني الحبَّ العميق


وفتحتَ لي باباً ومهَّدتَ الطَّريقا

علَّمتني طُرق الحنينِ إليك حتَّى


بلَّغتني في لُجَّةِ الحبِّ المضيقا

علَّمتني أرْقى لُغات الحبِّ حتَّى


أحببتُ في لغةِ الهوى اللَّفظَ الأنيقا

أخرجتني من عزلتي وكسرتَ باب


لولاكَ لمْ يكسَرْ ، ولم أجدِ البريقا

أنت الذي أشعلتَ نيران اشتياقي


وأَثَرْتَ منها بين أضلاعي الحريقا

وغرستَ لي أزهار أشواقٍ وحبٍّ


وملأتَ كأس ترقُّبي منها رحيقا

سافرتَ بي حتى رأيتُ غروبَ حزني


ينأى ، وحتَّى صرتُ أحتضن الشروقا

علَّمتني ما لذَّ من همسٍ رقيقٍ


وجعلتني أَتَعَشَّقُ الهمس الرَّقيقا

علَّمتني ما كنتُ أجهل من جنونٍ


حتَّى تمنى خافقي ألاَّ يُفيقا

علَّمتني في الحبِّ درساً كنتَ فيهِ


أنتَ الحبيبَ ، وكنتَ لي الصَّديقا

فمتى تعلِّمني بربكَ حينَ تنأى


صبراً وعزماً صادقاً حتَّى أُطيقا؟!

ومتى تعلِّمني السُلُوَّ إذا ابتعدْن


عن بعضنا،ومتى تكون بي الشَّفيقا؟!

فأجبتها ، دَرْسُ السُّلُوِّ عليِّ صعبٌ


لمْ أستطعْ أنْ أفهم الدَّرس العميقا