جاءت تسمية الأوزان الشعرية بالبحر؛ وذلك تشبيهًا له بلانهائيته حين يُغرَفُ منه، وبوزنه فيه ما لا يتناهى، وهذا الاسم أطلقه الخليل بن أحمد الفراهيدي على خمسة عشر وزنًا أو بحر كما سماها، من ثم عمد تلميذه الأخفش على استدراك أستاذه وإضافة بحرٍ جديد للبحور الشعرية لتصبح ستة عشر بحرًا.[١]
بحور الشعر العربي ومفاتيحها
وهي ستة عشر بحرًا كالآتي:
البحر الكامل
يعد بحر الكامل أكثر البحور جلجلةً، وجلبةً بالحركات، وهو يصلح لأي غرضٍ من أغراض الشعر، ففيه الرقة والفخامة، وهو كثير الحضور في الشعر العربي[٢]، ومفتاحه:[٣]
مثال عليه:[٣]
أتت الدهور عليك، مهدع مترك وحياضك الشرق الشهية دفّق
البحر الرجز
سماه الخليل الرجز لاضطرابه كاضطراب قوائم الناقة عند القيام، وهو أقدم أوزان العرب لارتباطه بحركة الإبل[٤]، مفتاحه:[٣]
مثال عليه:[٣]
البحر الرمل
وهو يشبه الرمل بضم بعضه البعض، وفيه نشوة وطرب، علاوةً على أنّ تفعيلاته مرنة[٥]، أما مفتاحه هو:[٣]
مثال عليه:[٥]
البحر المتقارب
سمي كذلك لتقارب أجزائه؛ لأنها خماسية وهو ما أطلقه عليه الخليل، وقد قال عبد الله الطيب المطلوب عنه: "نغمات من أيسر النغمات وأقل ما يقال فيه أنه بحر بسيط النغم مضطرد التفاعيل مناسب وهو كبب الموسيقى"[٦]، أما مفتاحه فهو:[٣]
مثال عليه:[٧]
البحر الوافر
يصفه المجذوب بأنه سريع متلاحق، ولكن يوقفه الانقطاع المفاجئ في عروضه وضروبه، وقد سماه الخليل بذلك لوفور أجزائه وتدًا بوتد[٨]، مفتاحه:[٣]
مثال عليه:[٩]
بحر السريع
من أقدم بحور الشعر العربي، وقد سمي بالسريع؛ لسرعة في الذوق والتقطيع، وكثرة حركاته في الأسباب والوتد المفروق؛ إذ قيل أنّ الخليل الفراهيدي سماه بذلك لأنه يسرع على اللسان[١٠]، أما مفتاحه فهو:[٣]
مثال عليه:[١١]
البحر الطويل
أعلى البحور افتنانًا، وهو أشيع البحور عند العرب، وقد سمي بالطول لعدد حروفه الثمانية والأربعون حرفًا، وهو طويل أيضا بتمام أجزائه[١٢]، مفتاحه هو:[٣]
مثال عليه:[١٣]
البحر البسيط
وهو ما انبسط عن مدى الطويل كما وصفه الخليل، وهو أيضًا ما يقرب بالطول في الجلال والفخامة والشيوع[١٤]، مفتاحه هو:[٣]
مثال عليه:[١٥]
البحر الخفيف
وصفه المجذوب بأنه يجنح صوب الفخامة إذا قورن بالسريع والمنسرح، وهو واضح النغم والتفعيلات، حيث إنه مزيج بين بحر الرمل وبحر المتقارب [١٦]، أما مفتاحه فهو:[٣]
مثال عليه:[١٧]
البحر المنسرح
سمي بذلك لانسراحه وسهولته، قال عنه إبراهيم أنيس؛ "نحن حين تقرأ قصائده لا تكاد نشعر بانسجامٍ في موسيقاه، ويخيل إلينا أن الوزن مضطرب بعض الاضطراب"[١٨]، مفتاحه هو:[٣]
مثال عليه:[١٩]
البحر المحدث "المتدارك"
من الأوزان النادرة في الشعر العربي القديم، يطلق عليه أيضًا اسم الخبب[٧]، ومفتاحه:[٣]
مثال عليه:[٧]
البحر المجتث
سمي بحر المجتث بذلك من خليل الفراهيدي؛ وذلك لأنّه اجتث أي قطع من طويل دائرته، وهو من البحر القصار التي يحسن فيها تطويل الكلام للإطراب والإمتاع، كذلك قال المجذوب عنه[٢٠]، أما مفتاحه فهو:[٣]
مثال عليه:[٢١]
البحر المقتضب
سمي بذلك؛ لأنه اقتضب من السريع، أو من المنسرح، وقد قال عنه حازم والمجتث بأنّ الحلاوة فيهما قليلة[٢٢]، مفتاحه هو:[٣]
مثال عليه:[٢٣]
البحر المديد
البحر اللين الضعيف كما وصفه حازم القرطاجني، عكس ما وصفه فيه غيره من الصلابة والعنف، حيث يقال بأن تفعيلاته اقتبست من قرع الطبول في الحرب[٢٤]، مفتاحه هو:[٣]
مثال عليه:[٢٥]
البحر المضارع
قيل أنّ الخليل الفراهيدي سماه بالمضارع؛ لأنه ضارع المقتضب [٢٦]، ومفتاحه:[٣]
بيته الوحيد الصحيح كمثال عليه[٢٦]:
البحر الهزج
اسمه الهزج لتردد الصوت فيه، أما المجذوب فيصفه بحلاوة النغم واسترساله، وبأنه صالح للقصص الخفيف[٢٧]، مفتاحه هو:[٣]
مثال عليه:[٢٧]
مما تتألف البحور الشعرية؟
تتكون البحور الشعرية من عددٍ من التفعيلات، والتفعيلة هي كما الوحدة الصوتية، لا بدّ من نطقها لمعرفة ماهيتها، حيث أنها لا تكون في بداية الكلمة أو آخرها؛ أي قد تنتهي مع وسط الكلمة، وقد تنتهي في آخرها، أو قد تبدأ من نهاية الكلمة وتنتهي ببداية كلمة تالية لها، وبذلك يأتي دور التقطيع الشعري لفهم هذا الأمر.[٢٨]
ما هو التقطيع الشعري؟
يعني التقطيع الشعري: وزن الكلمات بما يقابلها من تفعيلاتٍ على مبدأ الحركة والسكون، حتى الوصول إلى البحر الشعري الذي يشير البيت إليه، ومتى يجب استخدامه في ذلك، وهذا يتطلب معرفة الآتي: [٢٨]
- الكتابة العروضية.
- المقاطع العروضية.
- التفعيلات.
- أوزان البحور.
أقسام البيت الشعري
قسم البيت الشعري إلى:[٢٩]
- الصدر: وهو يتألف من الحشو، وهي التفعيلات التي تسبق العروض، والعروض؛ أي التفعيلة الأخيرة في الصدر.
- العجز: الذي يتألف من الحشو والضرب، وهما كما هو الحال في الصدر.
المراجع
- ↑ غازي يموت، بحور الشعر العربي عروض الخليل، صفحة 16. بتصرّف.
- ↑ د أحمد بن عيضة الثقفي، جماليات الإيقاع في شعر يوسف بن هارون الرمادي، صفحة 1093-1094. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ظ ع غ ف مصطفى جمال الدين، الايقاع في الشعر العربي من البيت ألى التفعيلة، صفحة 36-37-39. بتصرّف.
- ↑ د سيد البحراوي، العروض وإيقاع الشعر العربي، صفحة 41. بتصرّف.
- ^ أ ب د سيد البحراوي، العروض وإيقاع الشعر العربي، صفحة 42. بتصرّف.
- ↑ د سيد البحراوي، العروض وإيقاع الشعر العربي، صفحة 39. بتصرّف.
- ^ أ ب ت د سيد البحراوي، العروض وإيقاع الشعر العربي، صفحة 40. بتصرّف.
- ↑ د سيد البحراوي، العروض وإيقاع الشعر العربي، صفحة 44. بتصرّف.
- ↑ د سيد البحراوي، العروض وإيقاع الشعر العربي، صفحة 44. بتصرّف.
- ↑ د سيد البحراوي، العروض وإيقاع الشعر العربي، صفحة 53. بتصرّف.
- ↑ د سيد البحراوي، العروض وإيقاع الشعر العربي، صفحة 54. بتصرّف.
- ↑ د سيد البحراوي، العروض وإيقاع الشعر العربي، صفحة 46. بتصرّف.
- ↑ د سيد البحراوي، العروض وإيقاع الشعر العربي، صفحة 46. بتصرّف.
- ↑ د سيد البحراوي، العروض وإيقاع الشعر العربي، صفحة 47. بتصرّف.
- ↑ د سيد البحراوي، العروض وإيقاع الشعر العربي، صفحة 47. بتصرّف.
- ↑ د سيد البحراوي، العروض وإيقاع الشعر العربي، صفحة 49. بتصرّف.
- ↑ د سيد البحراوي، العروض وإيقاع الشعر العربي، صفحة 49. بتصرّف.
- ↑ د سيد البحراوي، العروض وإيقاع الشعر العربي، صفحة 51. بتصرّف.
- ↑ د سيد البحراوي، العروض وإيقاع الشعر العربي، صفحة 51. بتصرّف.
- ↑ د سيد البحراوي، العروض وإيقاع الشعر العربي، صفحة 52. بتصرّف.
- ↑ د سيد البحراوي، العروض وإيقاع الشعر العربي، صفحة 53. بتصرّف.
- ↑ د سيد البحراوي، العروض وإيقاع الشعر العربي، صفحة 52. بتصرّف.
- ↑ د سيد البحراوي، العروض وإيقاع الشعر العربي، صفحة 52. بتصرّف.
- ↑ د سيد البحراوي، العروض وإيقاع الشعر العربي، صفحة 48. بتصرّف.
- ↑ د سيد البحراوي، العروض وإيقاع الشعر العربي، صفحة 48. بتصرّف.
- ^ أ ب د سيد البحراوي، العروض وإيقاع الشعر العربي، صفحة 50. بتصرّف.
- ^ أ ب د سيد البحراوي، العروض وإيقاع الشعر العربي، صفحة 43. بتصرّف.
- ^ أ ب غازي يموت، بحور الشعر العربي عروض الخليل، صفحة 16 - 17. بتصرّف.
- ↑ د ديزيره سقال، العروض وتجديد الشعر العربي، صفحة 5. بتصرّف.