إنّ الغرور أو التكبّر من الصفات السلبية وغير المحببة التي ينفر منها الإنسان ولا يرغب أن يتصف بها من يتعامل معه، والغرور كغيره من الصفات تناول العديد من الشعراء حديثًا عنه ودعوة إلى نبذه في أشعارهم وقصائدهم، لذا في السطور التالية ذكرنا لكم مجموعة من الأبيات الشعرية عن الغرور.


قصيدة لي صاحب دخل الغرور فؤاده

يقول الشاعر إيليا أبو ماضي في هذه القصيدة:[١]


لِيَ صاحِبٌ دَخَلَ الغُرورُ فُؤادَهُ إِنَّ الغُرورَ أُخَيَّ مِن أَعدائي أَسدَيتُهُ نُصحي فَزادَ تَمادِياً في غَيِّهِ وَاِزدادَ فيهِ بَلائي أَمسى يُسيءُ بِيَ الظُنونَ وَلَم تَسُؤ لَولا الغُرورُ ظُنونُهُ بِوَلائي قَد كُنتُ أَرجو أَن يُقيمَ عَلى الوَلا أَبَداً وَلَكِن خابَ فيهِ رَجائي أَهوى اللِقاءَ بِهِ وَيَهوى ضِدَّهُ فَكَأَنَّما المَوتُ الزُؤامُ لِقائي إِنّي لَأَصحَبَهُ عَلى عِلّاتِهِ وَالبَدرُ مِن قِدَمٍ أَخو الظَلماءِ يا صاحِ إِنَّ الكِبرَ خُلقٌ سَيٌّ هَيهاتِ يوجَدُ في سِوى الجُهَلاءِ وَالعُجبُ داءٌ لا يَنالُ دَواءَهُ حَتّى يَنالَ الخُلدَ في الدُنياءِ فَاِخفِض جَناحَكَ لِلأَنامِ تَفُز بِهِم إِنَّ التَواضُعَ شيمَةَ الحُكَماءِ لَو أُعجِبَ القَمَرُ المُنيرُ بِنَفسِهِ لَرَأَيتَهُ يَهوي إِلى الغَبراءِ



قصيدة يا عجبًا للناس

يقول فيها الشاعر أبو العتاهية وهي تحمل في معناها نبذ الغرور والتكبّر:[٢]


يا عَجَباً لَلناسِ لَو فَكَروا أَو حاسَبوا أَنفُسَهُم أَبصَروا وَعَبَروا الدُنيا إِلى غَيرِها فَإِنَّما الدُنيا لَهُم مَعبَرُ وَالخَيرُ ما لَيسَ بِخافٍ هُوَ ال مَعروفُ وَالشَرُّ هُوَ المُنكَرُ وَالمَورِدُ المَوتُ وَما بَعدَهُ ال حَشرُ فَذاكَ المَورِدُ الأَكبَرُ وَالمَصدَرُ النارُ أَوِ المَصدَرُ ال جَنَّةُ ما دونَهُما مَصدَرُ لافَخرَ إِلّا فَخرُ أَهلِ التُقى غَداً إِذا ضَمَّهُمُ المَحشَرُ لَيَعلَمَنَّ الناسُ أَنَّ التُقى وَالبِرِّ كانا خَيرَ ما يُذخَرُ ما أَحمَقَ الإِنسانَ في فَخرِهِ وَهوَ غَداً في حُفرَةٍ يُقبَرُ ما بالُ مَن أَوَّلُهُ نُطفَةٌ وَجيفَةٌ آخِرُهُ يَفخَرُ أَصبَحَ لا يَملِكُ تَقديمَ ما يَرجو وَلا تَأخيرَ ما يَحذَرُ وَأَصبَحَ الأَمرُ إِلى غَيرِهِ في كُلِّ ما يُقضى وَما يُقدَرُ



القطعة الشعرية الكبر تبغضه الكرام

يقول فتيان الشاغوري:[٣]


الكِبرُ تُبغِضُهُ الكِرامُ وَكُلُّ مَن يُبدي تَواضُعَهُ يُحَبُّ وَيُحمَدُ خَيرُ الدَقيقِ مِنَ المَناخِلِ نازِلٌ وَأَخَسُّهُ وَهيَ النُخالَةُ تَصعَدُ



قصيدة إلى كم تمادى في غرور

يقول ابن المقري في هذه القصيدة:[٤]


إلى كم تمادى في غرور وغفلة وكم هكذا نوم إلى غير يقظة لقد ضاع عمر ساعة منه تشتري بملء السما والأرض آيّة ضيعة أتنفق هذا في هوى هذه التي أبى الله أن تسوى جناح بعوضة وترضى من العيش السعيد بعيشة مع الملأ الأعلى بعيش البهيمة فيا درة بين المزابل ألقيت وجوهرة بيعت بأبخس قيمة أفان بباق تشتريه سفاهة وسخطا برضوان ونارا بجنة أأنت عدو أم صديق لنفسه فإنك ترميها بكل مصيبة ولو فعل الأعدا بنفسك بعض ما فعلت لمستهم بها بعض رحمة لقد بعتها حري عليك رخيصة وكانت بهذا منك غير حقيقة فويلك استقل لا تفضحنها بمشهد من الخلق إن كنت ابن أم كريمة فبين يديها موقف وصحيفة تعد عليها كل مثقال ذرة كلفت بها دنيا كبير غرورها تعامل من في نصحها بالخديعة



قصيدة على ماذا التكبر والغرور

يقول الشاعر علاء خلف:[٥]


على ماذا التكبرُ والغرورُ وهذي الأرضُ تملؤها القبورُ على ماذا التعالي يا صديقي أأنتَ البحرُ أمْ أنتَ الصخورُ كأنَّكَ قَدْ نَسيتَ أيا رفيقي بأَنَّ الكونَ يملُكُهُ الغفورُ ألمْ تَرى كمْ فَقَدنا منْ أُناسٍ لهمْ نَخلٌ وأسوارٌ ودورُ وكم فارقتَ منْ أهلٍ وَخِلٍ أتاهمْ بغتَةً قَدَرٌ يَدورُ



القطعة الشعرية دع التجبّر والتكبّر

يقول الإمام علي بن أبي طالب: [٦]


وَدَعِ التَجَبُّرَ وَالتَكَبُّرَ يا أَخي إِن التَكَبُّرَ لِلعَبيدِ وَبيلُ وَاَجعَل فُؤادَكَ لِلتَواضُعِ مَنزِلاً إِن التَواضُعَ بِالشَريفِ جَميلُ



قصيدة لأمر ما خلقت فما الغرور

يقول الشاعر أبو العتاهية:[٧]


لِأَمرٍ ما خُلِقتَ فَما الغُرورُ لِأَمرٍ ما تُحَثُّ بِكَ الشُهورُ أَلَستَ تَرى الخُطوبَ لَها رَواحٌ عَلَيكَ بِصَرفِها وَلَها بُكورُ أَتَدري ما يَنوبُكَ في اللَيالي وَمَركَبُكَ الجَموحُ بِكَ العَثورُ كَأَنَّكَ لا تَرى في كُلِّ وَجهٍ رَحى الحَدَثانِ دائِرَةً تَدورُ أَلا تَأتي القُبورَ صَباحَ يَومٍ فَتَسمَعَ ما تُخَبِّرُكَ القُبورُ فَإِنَّ سُكونَها حَرَكٌ يُناجي كَأَنَّ بُطونَ غائِبِها ظُهورُ فَيالَكَ رَقدَةً في غِبِّ كَأسٍ لِشارِبِها بَلىً وَلَهُ نُشورُ لَعَمرُكَ ما يَنالُ الفَضلَ إِلّا تَقِيُّ القَلبِ مُحتَسِبٌ صَبورُ أُخَيَّ أَما تَرى دُنياكَ داراً تَموجُ بِأَهلِها وَلَها بُحورُ فَلا تَنسَ الوَقارَ إِذا اِستَخَفَّ ال حِجى حَدَثٌ يَطيشُ لَهُ الوَقورُ


المراجع

  1. "لي صاحب دخل الغرور فؤاده"، الديوان. بتصرّف.
  2. أبو العتاهية، ديوان أبي العتاهية، صفحة 178. بتصرّف.
  3. "الكبر تبغضه الكرام"، الديوان. بتصرّف.
  4. "إلى كم تمادى في غرور وغفلة"، البيت العربي. بتصرّف.
  5. "على ماذا التكبر والغرور"، بوابة الشعراء. بتصرّف.
  6. "دع التجبر والتكبر"، الديوان. بتصرّف.
  7. "لأمر ما خلقت فما الغرور"، بوابة الشعراء. بتصرّف.