مالك بن الريب

هو مالك بن الريب بن حوط بن قرط بن حسل بن ربيعة بن كابية بن حرقوص بن مازن بن عمرو بن تميم، شاعر عراقي ينتمي لفئة شعراء الصعاليك في العصر الأموي، ويكنى بأبي عقبة، وهو صاحب القصيدة اليائية الشهيرة، والتي قالها في غرض رثاء نفسه، واعتبرها أبو زيد القرشي من عيون المراثي، كما عَمَدَ الشعراء إلى التأثر بها في قصائدهم، فعقدت عدة دراسات أدبية محورها مقارنة اليائية بمن قلدوها، وساروا على نهج شاعرها مالك، الذي امتلك منزلةً رفيعةً أمام المعاصرين والدارسين لقصيدته.[١][٢]


نشأة مالك بن الريب

ولد الشاعر الصعلوك مالك بن الريب في بادية بني تميم بالبصرة العراق، ووالدته شهلة بنت سنيح بن الحر بن ربيعة بن كابية بن حرقوص بن مازن، ولنشأته في الصحراء دورٌ في كونه ينتمي للصعاليك واللصوص، فكان يتزعم طائفة منهم، ويعد من أشد وأذكى اللصوص، وبذلك كان صاحب حرب، وقد وصف بالجمال الفائق، وحسن الملبس والثياب، وقد كان متزوج وله ابنة، ذكرها في العديد من أشعاره.[٢]


ثقافة وأخلاق مالك بن الريب

جاءت صفات مالك وأبرز ملامح شخصيته ومدى ثقافتها في أشعاره، فقد كان دائم التواجد في الحرب، لا يعرف غيرها، لا تهمه العواقب، ولا يعرف حدًّا لنفسه فيها؛ أي أنه لا يهاب الموت، ولكن على صعيدٍ آخر؛ عُرف بنصرته الداعي، وإطعامه المحتاج، وعفته عن الشتم، فكان فارسًا بحق.[٣]


أسلوب ومنهج مالك بن الريب

أشعار مالك بن الريب تضم فيها موسيقى داخلية، يشد فيها انتباه مستمعي ومتلقي هذا الشعر، وأساس هذا الأمر جودة اللفظ، وحسن السبك والتركيب، وهذا ما يظهر جليًا في أشهر أشعاره اليائية، وقد استعان في ذلك كله بالمفردات السهلة، الواضحة المعنى، والقوية الوقع، خصوصًا في غرض الرثاء.[٤]


مؤلفات وأشهر أشعار مالك بن الريب

ترك مالك بن الريب في الشعر الأموي ديوانًا شعريًا أشهر قصائده فيه اليائية، فتقول الأخبار بأن مالك قال قصيدته هذه وهو على فراش الموت، يرثي بها نفسه قبل موته، ويقول في مطلع قصيدته:[٥][٦]


أَلا لَيتَ شِعري هَل أَبيتَنَّ لَيلَةً بِجَنبِ الغَضا أُزجي القَلاصَ النَواجِيا فَلَيتَ الغَضا لَم يَقطَعِ الرَكبُ عرضه وَلَيتَ الغَضا ماشى الرِّكابَ لَيالِيا وَلَيتَ الغَضا يَومَ اِرتَحلنا تَقاصَرَت بِطولِ الغَضا حَتّى أَرى مَن وَرائِيا لَقَد كانَ في أَهلِ الغَضا لَو دَنا الغَضا مَزارٌ وَلَكِنَّ الغَضا لَيسَ دانِيا أَلَم تَرَني بِعتُ الضَلالَةَ بِالهُدى وَأَصبَحتُ في جَيشِ اِبنِ عَفّانَ غازِيا وَأَصبَحتُ في أَرضِ الأَعاديِّ بَعدَما أرانِيَ عَن أَرضِ الأَعادِيِّ نائِيا دَعاني الهَوى مِن أَهلِ أَودَ وَصُحبَتي بِذي الطَّبَسَينِ فَالتَفَتُّ وَرائِيا أَجَبتُ الهَوى لَمّا دَعاني بِزَفرَةٍ تَقَنَّعتُ مِنها أَن أُلامَ رِدائِيا أَقولُ وَقَد حالَت قُرى الكُردِ بَينَنا جَزى اللَّهُ عَمراً خَيرَ ما كانَ جازِيا إِن اللَّهَ يُرجِعني مِنَ الغَزوِ لا أَكُن وَإِن قَلَّ مالي طالِباً ما وَرائِيا تَقولُ اِبنَتي لَمّا رَأَت وَشكَ رحلَتي سفارُكَ هَذا تارِكي لا أَبالِيا لَعَمرِي لَئِن غالَت خُراسانُ هامَتي لَقَد كُنتُ عَن بابَي خُراسانَ نائِيا


وفاة مالك بن الريب

توفي مالك بن الريب في طريق عودته إلى وطنه العراق، والتي كان بعيدًا عنها في خراسان، والتي التقى فيها مع قائد الجيش الإسلامي سعيد بن عثمان بن عفان، وبقي عنده يشاركه الجهاد في سبيل نشر الإسلام، وعند دنو أجله قرر التوجه إلى دياره للموت فيها، ولكن المنية وافته في طريقه إليها.[٧]

المراجع

  1. الدكتور فوزية بنت سعد محمد القرني، الأسلوبية يائية ابن الريب أنموذجًا، صفحة 7-4-5.
  2. ^ أ ب تحقيق الدكتور نوري حموري القيسي، ديوان مالك بن الريب، صفحة 53-58.
  3. تحقيق الدكتور نوري حموري القيسي، ديوان مالك بن الريب، صفحة 55-56.
  4. الدكتور فوزية بنت سعد محمد القرني، الأسلوبية يائية ابن الريب أنموذجًا، صفحة 20.
  5. الدكتور فوزية بنت سعد محمد القرني، الأسلوبية يائية ابن الريب أنموذجًا، صفحة 8.
  6. تحقيق الدكتور نوري حموري القيسي، ديوان مالك بن الريب، صفحة 56-62.
  7. الدكتور فوزية بنت سعد محمد القرني، الأسلوبية يائية ابن الريب أنموذجًا، صفحة 7.