عمر الخيام هو غياث الدين أبو الفتوح عمر ابن إبراهيم الخيام، والمعروف (بعمر الخيام)، والخيام لقب لوالده؛ حيث كان يعمل في صناعة الخيام منذ صغره، وهو عالم، وشاعر، وفيلسوف، فارسي، مسلم، ولد في بلدة تسمى نيسابور، سنة 1048م، وتوفي فيها أيضًا سنة 1124م، وهو أول من ابتكر طريقة حساب المثلثات، والمعادلات الجبرية من الدرجة الثالثة باستعمال قطع المخروط، ويعتبر شاعرًا من الشعراء المشهورين جدًا، والذي منحه هذه الشهره كونه عالمًا في الرياضيات؛ حيث اشتهر بالجبر، ووضع وحل المعادلات، وهو من علماء الفلك أيضًا. وقد اشتهر الخيام برباعياته الشعرية، وهي مقطوعات شعرية فارسية ترجمت لعدة لغاتٍ، ومنها العربية، وتشمل هذه الرباعيات في كل واحدةٍ منها على أربعة أبياتٍ يتميز الشطر الثالث فيها بكونه مطلقاً أما الأشطر الثلاثة الأخرى فهي مقيدة، ولكن كون هذه الرباعيات لم تكتب بالعربية وترجمت للغاتٍ عديدة فلم يصلنا منها الكثير.[١]


قصيدة رباعيات الخيام

يقول فيها:[٢]


سَمِعتُ صوتًا هاتفًا في السَّحر نادى من الغيبِ غُفاةَ البَشَر هُبّوا املأوا كأسَ المُنى قبل أن تملأَ كأسَ العمرِ كَفَّ القَدَر لا تُشغل البال بماضي الزمان ولا بات العيشِ قبلَ الأوان واغنم من الحاضرِ لَذَّاتهِ فليسَ في طَبعِ الليالي الأمان غَدٌ بظهرِ الغيب، واليومُ لي وكم يَخيبُ الظن في المُقبِل ولستُ بالغافلِ حتى أرى جمالَ دُنيايَ ولا أجتل القلبُ قد أضناه عشقُ الجمال والصّدرُ قد ضاقَ بما لا يُقال يا رب هل يرضيكَ هذا الظمأ والماءُ ينسابُ أمامي زُلال أولى بهذا القلبِ أن يخفِقَ وفي ضِرامِ الحُبِّ أن يُحرَق ما أضيَعَ اليومَ الذي مَرَّ بي من غيرِ أن أهوى وأن أعشقَ أفق خفيفَ الظلِ هذا السَّحَر نادى دع النومَ وناغِ الوَتَر فما أطالَ النومُ عمرًا ولا قَصَّرَ في الأعمارِ طولُ السَّهر فكم توالى الليلُ بعدَ النهارِ وطالَ بالأنجمِ هذا المدارِ فامشِ الهُوينا إنَّ هذا الثرى من أعينٍ ساحرةِ الإحورار لا توحِش النَّفسَ بخوفِ الظنون واغنم من الحاضرِ أمنَ اليقين فقد تساوى في الثّرى راحلٌ غدًا وماضٍ من ألوفِ السنين أطفئ لظى القلب بشهدِ الرِّضاب فإنما الأيامُ مثلُ السّحاب وعيشُنا طيفُ خيال، فَنَل حظك منه قبلَ فَوتِ الشباب



قصيدة إذا رضيت نفسي بميسور بلغةٍ

يقول فيها:[٢]


إذا رضيت نفسي بميسور بلغةٍ يحصلها بالكد كفي وساعد أمنت تصاريف الحوادث كلها فكن يا زماني موعدي أو مساعد أليس قضا الأفلاك في دورها بأن تعيد إلى نحسٍ جميع المساعد فيا نفس صبراً في مقيلك إنما تحر ذراه بانقضاض القواعد وهبني اتخذت الشعريين منازلي وفوق مناط الفرقدين مصاعد متى ما دنت دنياك كانت مصيبةً فوا عجباً من ذا القريب المباعد إذا كان محصول الحياة منيةً فشتان حالاً كل ساعٍ وقاعد



قصيدة تدار لي الدنيا بل السبعة العلى


تدار لي الدنيا بل السبعة العلى بل الفلك الأعلى إذا جاش خاطري أصوم عن الفحشاء جهراً وخفيةً عفافاً وإفطاري بتقديس فاطري وكم عصبةٍ ضلت عن الحق فاهتدت بطرق الهدى من فيضي المتقاطر فإن صراطي المستقيم بصائر نصبن على وادي العمى كالقناطر



قصيدة أُنْظُرِ الْعُمْرَ كَيْفَ يَمْضِي حَزِيناً


أُنْظُرِ الْعُمْرَ كَيْفَ يَمْضِي حَزِيناً فَابْتَدِرْهُ فَسَوْفَ يُودِي وَيَقْضِي مَا رَأَيْتُ الْهَنَاءَ عُمْرِي فَلَهْفِي لِحَيَاةٍ كَذَا تَمُرُّ وَتَمْضِي إِذَا مَا أَتَيْنَا خَاشِعِينَ لِمَسْجِدٍ فَلَمْ نَأْتِ نَقْضِي لِلصَّلاَةِ فُرُوضَهَا وَلَكِنْ سَرَقْنَا مِنْهُ سَجَّادَةً وَمُذْ عَرَاهَا الْبِلَى جِئْنَا لِكَيْ نَسْتَعِيضَهَا



قصيدة أظلت رياح الطارقات رواكدا


أظلت رياح الطارقات رواكدا أم انطبقت منها جفوناً رواقدا تحللت الأفلاك أم رأت دورها فصرنا حيارى قد ضللن المراشدا كأن النجوم السائرات توقفت عن السير حتى ما بلغن المقاصدا ففي قلب بهرام وجيب وروعة وكيوان أعشى ليس يرعى المراصدا لذاك تمادت دولة اللؤم وانبرت بنو الترك يبغون السماء مصاعدا



قصيدة متى ما تُخالِط عالَمَ الإنس لم يَزَلْ


متى ما تُخالِط عالَمَ الإنس لم يَزَلْ بسمعِكَ وَقرٌ من مقالِ سفيهِ إذا ما الفتى لم يَرُم شخصكَ عامدا بكفيَه عن ضَغنِ رَمَاك بفيه وقد علم الله اعتقادي وأنني أعوذُ به من شر ما أنا فيهِ!



وللاطلاع على قصائد وأشعار لغيره من الشعراء: أشعار أحمد شوقي، أشعار حافظ إبراهيم.

المراجع

  1. بيت موسوعة المعلومات والبحوث، عالم الرياضيات عمر الخيام، صفحة 1-3. بتصرّف.
  2. ^ أ ب عمر الخيام، ديوان عمر الخيام، صفحة 11.