حظي الشاعر المصري أحمد شوقي بمكانة رفيعة ومرموقة بين الشعراء، وهو واحد من أبرز شعراء العصر الحديث، حتى أُطلق عليه لقب "أمير الشعراء"، وقد نظم قصائد في موضوعات عديدة كان لها أثر ووقع في النفوس، وقد قدّمنا فيما بعضًا من الأشعار التي تناولت موضوع النجاح والتفوق في العلم وفي مختلف الأمور في الحياة، والتي تعود إلى الشاعر أحمد شوقي.


قصيدة العلم والبر

يقول أحمد شوقي في هذه القصيدة:[١]


العلم والبر هذا مهرجانهما في ظل دار تناغى النجم أركانا فقم إلى منبر التاريخ محتفلًا فقد تضوّع كالعودين ريحانا واجز الجزيل من المجهود تكرمة واجز الجزيل من الموهوب شكرانا في محفل نظمت دار الجلال به نظم الفرائد أفرادًا وأعيانا لما تألف عقدا قال قائله يصوغ للمحسنين الحمد تيجانا أثاره الحق حتى قام ممتدحا كما أثار رسول الله حسانا عز الشعوب بعلم تستقل به يا ذل شعب عليه العلم قد هانا فعلموا الناس إن رمتم فلاحهم إن الفلاح قرين العلم مذ كانا لا تُطر حيًا ولا ميتًا وإن كرما حتى ترى لهما بالخلق إحسانا ليس الغِنى لفتى الأقوام منبهة إذا المكارم لم ترفع له شانا وإن أبرك مال أنت تاركه مال تُورِّثه قوما وأوطانا سل الأُلى ضيع الضيعات وارثهم هل يملكون ببطن الأرض فدانا قل للسراة المنوفيين لا برحوا للفضل أهلا وللخيرات عنوانا يا أفضل الناس في الإيثار سابقة وأحسن الناس في الإحسان بنيانا وهبتمو هِبة للعلم ما تركت بالبائسين ولا الأيتام حرمانا قلدتمو المعهد المشكور عارفة لم يألها لكم التعليم عرفانا يد على العلم يمضي في إذاعتها حتى تسير بها الأجيال ركبانا بيضاء في يومه خضراء في غده إذا هي انبسطت في الأرض أفنانا



قصيدة يا ناشر العلم

وفي هذه القصيدة التي تحمل بدلالتها العميقة معاني النجاح والتفوق في العلم يقول أحمد شوقي:[٢]


يا ناشِرَ العِلمِ بِهَذي البِلاد وُفِّقتَ نَشرُ العِلمِ مِثلُ الجِهاد بانِيَ صَرحِ المَجدِ أَنتَ الَّذي تَبني بُيوتَ العِلمِ في كُلِّ ناد بِالعِلمِ سادَ الناسُ في عَصرِهِم وَاِختَرَقوا السَبعَ الطِباقَ الشِداد أَيَطلُبُ المَجدَ وَيَبغي العُلا قَومٌ لِسوقِ العِلمِ فيهِم كَساد نَقّادُ أَعمالِكَ مُغلٍ لَها إِذا غَلا الدُرُّ غَلا الاِنتِقاد ما أَصعَبَ الفِعلَ لِمَن رامَهُ وَأَسهَلَ القَولَ عَلى مَن أَراد سَمعاً لِشَكوايَ فَإِن لَم تَجِد مِنكَ قُبولاً فَالشَكاوى تُعاد عَدلاً عَلى ما كانَ مِن فَضلِكُم فَالفَضلُ إِن وُزِّع بِالعَدلِ زاد أَسمَعُ أَحياناً وَحيناً أَرى مَدرَسَةً في كُلِّ حَيٍّ تُشاد قَدَّمتَ قَبلي مُدُناً أَو قُرى كُنتُ أَنا السَيفَ وَكُنَّ النِجاد أَنا الَّتي كُنتُ سَريراً لِمَن سادَ كَإِدوَردَ زَماناً وَشاد قَد وَحَّدَ الخالِقَ في هَيكَلٍ مِن قَبلِ سُقراطَ وَمِن قَبلِ عاد وَهَذَّبَ الهِندُ دِياناتِهِم بِكُلِّ خافٍ مِن رُموزي وَباد وَمِن تَلاميذي موسى الَّذي أوحِيَ مِن بَعدُ إِلَيهِ فَهاد وَأُرضِعَ الحِكمَةَ عيسى الهُدى أَيّامَ تُربي مَهدُهُ وَالوِساد مَدرَسَتي كانَت حِياضَ النُهى قَرارَةَ العِرفانِ دارَ الرَشاد



قصيدة ابتغوا ناصية الشمس

يقول أحمد شوقي في أبيات من هذه القصيدة التي تحمل معنى النجاح:[٣]


اِبتَغوا ناصِيَةَ الشَمسِ مَكانا وَخُذوا القِمَّةَ عَلَماً وَبَيانا وَاِطلُبوا بِالعَبقَرِيّاتِ المَدى لَيسَ كُلُّ الخَيلِ يَشهَدنَ الرِهنا اِبعَثوها سابِقاتٍ نُجُبا تَملَأُ المِضمارَ مَعنىً وَعِيانا وَثِبوا لِلعِزِّ مِن صَهوَتِها وَخُذوا المَجدَ عِناناً فَعِنانا لا تُثيبوها عَلى ما قَلَّدَت مِن أَيادٍ حَسَداً أَو شَنَآنا وَضَئيلٍ مِن أُساةِ الحَيِّ لَم يُعنَ بِاللَحمِ وَبِالشَحمِ اِختِزانا ضامِرٍ في شُفعَةٍ تَحسَبُهُ نِضوَ صَحراءَ اِرتَدى الشَمسَ دِهانا أَو طَبيباً آيِباً مِن طيبَةٍ لَم تَزَل تَندى يَداهُ زَعفَرانا تُنكِرُ الأَرضُ عَلَيهِ جِسمَهُ وَاِسمُهُ أَعظَمُ مِنها دَوَرانا


المراجع

  1. "العلم والبر هذا مهرجانهما"، الديوان. بتصرّف.
  2. "المطرية تتكلم"، هنداوي. بتصرّف.
  3. "ابتغوا ناصية الشمس"، الديوان. بتصرّف.