كلمة أخي كلمة تحمل معاني عميقة وصادقة فهي مأخوذة من أخ، ومعناها من يقاسمك الألم، والحب، وكل المشاعر الإنسانية، فألمك ألمي، وفرحك فرحي، ومصلحتك هي مصلحتي، والأخ هو الأمان من فوضى الحياة، ومن غدر الناس فيها، وهو السند الحقيقي الذي لا يخون مطلقًا، والذي يشارك أخيه الذكريات التي رافقتهما معًا منذ الطفولة وحتى آخر العمر، وللتعبير عن حب الأخ هنالك الكثير من الأبيات الشعرية الصادقة والعميقة التي قالها وكتبها الشعراء، وصرنا نتغنى بها ونرددها لتعبر عمّا نُكن به من حبٍ ومشاعر صادقة للأخ، ومنها ما سنذكره هنا.

من قصيدة ألا إنما الإخوان عند الحقائق

يقول أبو العتاهية:[١]


أَلا إِنَّما الإِخوانُ عِندَ الحَقائِقِ وَلا خَيرَ في وُدِّ الصَديقِ المُماذِقِ لَعَمرُكَ ما شَيءٌ مِنَ العَيشِ كُلِّهِ أَقَرَّ لِعَيني مِن صَديقٍ مُوافِقِ وَكُلُّ صَديقٍ لَيسَ في اللَهِ وُدُّهُ فَإِنّي بِهِ في وُدِّهِ غَيرُ واثِقِ أُحِبّو أَخي في اللَهِ ما صَحَّ دينُهُ وَأَفرِشُهُ ما يَشتَهي مِن خَلائِقِ وَأَرغَبُ عَمّا فيهِ ذُلٌّ وَريبَةٌ وَأَعلَمُ أَنَّ اللَهَ ما عِشتُ رازِقي صَفِيِّ مِنَ الإِخوانِ كُلُّ مُوافِقٍ صَبورٍ عَلى ما نابَ عِندَ الحَقائِقِ



من قصيدة أخوك أخوك من يدنو وترجو

يقول الشاعر ربيعة بن مقروم:[٢]


أَخـوكَ أَخـوكَ مَـن يَـدنو وَتَرجو مَــوَدَّتَهُ وَإِن دُعِــيَ اِسـتَـجـابـا إِذا حـارَبـت حـاربَ مَـن تُعادي وَزادَ سِـلاحُهُ مِـنـكَ اِقـتِـرابـا يـواسـي فـي الكَـريهةِ كُلَّ يّومٍ إِذا مـا مُـضلِعُ الحَدَثانِ نابا وَكـنـتُ إِذا قَـريـنـي جـاذَبَـتـهُ حِـبـالي ماتَ أَو تَبِعَ الجِذابا فَــإِن أَهــلِك فَـذي حَـنَـقٍ لَظـاهُ عَـلَيّ يَـكـادُ يَـلتَهِـبُ التِهـابا مَــخَــضــتُ بِـدَلوِهِ حَـتّـى تَـحَـسّـى ذَنـوبَ الشَـرِّ مِـلأى أَو قِـرابا بِـمـثلي فَاِشهَدِ النَجوى وَعالِن بِيَ الأَعداءَ وَالقَومَ الغِضابا فَــإِنَّ المــوعِــدِيَّ يَـرَونَ دونـي أُسـودَ خَـفِـيَّةـَ الغُلبَ الرِقابا كَــأَنَّ عَــلى سَــواعِــدِهِـنَّ وَرسـاً عَـلالونَ الأَشـاجِـع أَو خـضابا كَــأَنَّ هَــوِيَّهــا لَمّـا اِشـمَـعَـلَّت هُـوِيُّ الطَـيـرِ تَـبتَدِرُ الأَيابا



من قصيدة أَخوكَ الَّذي لا يَنقِضُ الدَهرَ عَهدَهُ

يقول بشار بن برد:[٣]


أَخـوكَ الَّذي لا يَـنقِضُ الدَهرَ عَهدَهُ وَلا عِـنـدَ صَرفِ الدَهرِ يَزوَرُّ جانِبُه فَخُذ مِن أَخيكَ العَفوَ وَاِغفِر ذُنوبَهُ وَلا تَـكُ فـي كُـلِّ الأُمـورِ تُـجـانِبُه



من قصيدة أخ لي مستور الطباع جعلته

يقول الشاعر (صريع الغواني) مسلم بن وليد الأنصاري:[٤]


أَخٌ لِيَ مَستورُ الطِباعِ جَعَلتَهُ مَكانَ الرِضى حَتّى اِستَقَلَّ بِهِ الوُدُّ وَتَحتَ الرِضى لَو أَن تَكونَ خَبَرتَهُ وَدائِعُ لا يَرضى بِها الهَزلُ وَالجَدُّ لَعَمرِيَ لَيسَت صَفَقَةُ المَرءِ تَنطَوي عَلى ذَمِّ شَيءٍ كانَ أَوَّلَهُ حَمدُ فَأَعطِ الرِضى كُلَّ الرِضى مَن خَبَرتَهُ وَقِف بِالرِضى عَنهُ إِذا لَم يَكُن بُدُّ



من قصيدة ولا تقطعْ أخاً لكَ عند ذنبٍ

يقول الأصمعي:[٥]


ولا تقطعْ أخاً لكَ عند ذنبٍ فإِن الذنبَ يغفرهُ الكريمُ ولا تعجلْ على أحدٍ بظلمٍ فإِن الظلمَ مرتعُهُ وخيمُ وإِن الرفقَ فيما قيلَ يمنٌ وإِن الخرقَ في الأشياء شومُ وخَيْرُ الوصلِ ما داوَمْتَ منه وشرُّ الوصلِ وصلٌ لا يدومُ ولا تفحشْ وإِن ملئتَ غَيْظاً على أحدٍ فإِن الفُحْشَ لومُ



من قصيدة أحب من الإخوان كل مواتي

يقول الإمام الشافعي:[٦]


أُحِبُّ مِنَ الإِخوان كُلَّ مُواتي وَكُلَّ غَضيضِ الطَرفِ عَن عَثَراتي يُوافِقُني في كُلِّ أَمرٍ أُريدُهُ وَيَحفَظُني حَيّاً وَبَعدَ مَماتي فَمَن لي بِهَذا لَيتَ أَنّي أَصَبتُهُ لَقاسَمتُهُ ما لي مِنَ الحَسَناتِ تَصَفَّحتُ إِخواني فَكانَ أَقَلَّهُم عَلى كَثرَةِ الإِخوانِ أَهلُ ثِقاتي



من قصيدة إلبس أخاك على عيوبه

يقول الإمام علي بن أبي طالب:[٧]


إِلبِس أَخاكَ عَلى عُيوبِه وَاِستُر وَغَطِّ عَلى ذُنوبِه وَاِصبِر عَلى ظُلمِ السَفيهِ وَلِلزَمانِ عَلى خُطوبِه وَدَعِ الجَوابَ تَفَضُّلاً وَكِلِ الظَلومَ إِلى حَسيبِه وَاِعلَم بِأَنَّ الحِلمَ عِن دَ الغَيظِ أَحسَنُ مِن رُكوبِه



من قصيدة حب من الأخوان كل مهذب

يقول الشاعر أبو الفتح البستي في قصيدته:[٨]


أحبُّ من الإخوانِ كُلَّ مُهَذَّبٍ ظريفِ السَّجايا طيَّبِ العَرْفِ والنَّشْرِ إذا جئتَهُ لاحظْتَ من شَمسِ نفسِهِ على وَجهِهِ نوراً يُلقَّبُ بالبِشْرِ ترى جودَهُ يُزجي الرَّجاء بجودِهِ ويُبدلهُ في الوِرْدِ رِفْهاً من العِشْرِ على أنَّ ما عددْتُهُ من صفاتهِ وحَقِّ اللّيالي العَشْرِ لم يَفِ بالعُشْرِ




من قصيدة خَيرُ إِخوانِكَ المُشارِكُ في المُر

يقول الشاعر بشار بن برد في قصيدته:[٩]


خَيرُ إِخوانِكَ المُشارِكُ في المُررِ وَأَينَ الشَريكُ في المُرِّ أَينا الَّذي إِن شَهِدتَ سَرَّكَ في الحَيــيِ وَإِن غِبتَ كانَ أُذناً وَعَينا مِثلَ حُرِّ الياقوتِ إِن مَسَّهُ النارُ جَلاهُ البَلاءُ فَاِزدادَ زَينا أَنتَ في مَعشَرٍ إِذا غِبتَ عَنهُم بَدَّلوا كُلَّ ما يَزينُكَ شَينا وَإِذا ما رَأَوكَ قالوا جَميعاً أَنتَ مِن أَكرَمِ الرِجالِ عَلَينا ما أَرى لِلأَنامِ وُدّاً صَحيحاً عادَ كُلُّ الأَنامِ زوراً وَمَينا



من قصيدة كم من أخٍ لك لست تنكره

يقول الشاعر البحتري في قصيدته:[١٠]


كَم مِن أَخٍ لَكَ لَستَ تُنكِرُهُ ما دمت مِن دُنياكَ في يُسرِ مُتَصَنِّعٌ لَكَ في مَوَدَّتِهِ يَلقاكَ بِالتَرحيبِ وَالبِشرِ يُطري الوَفاءَ وَذا الوَفاءِ وَيَل حي الغَدرَ مُجتَهِداً وَذا الغَدرِ فَإِذا عَدا وَالدَهرُ ذو غِيَرٍ دَهرٌ عَلَيكَ عَدا مَعَ الدَهرِ فَاِرفُض بِإِجمالٍ أُخُوَّةَ مَن يقلي المُقِلَّ وَيَعشَقُ المُثري وَعَلَيكَ مَن حالاهُ واحِدَةٌ في اليُسرِ إِمّا كُنتَ وَالعُسرِ لا تَخلِطَنَّهُم بِغَبرِهِم مَن يَخلُطُ العِقيانَ بِالصُفرِ



من قصيدة أُحِـبُّ أَخـي وَإِنْ أعْرَضْتُ عَنْهُ

يقول الشاعر ابن رشيق القيرواني في قصيدته:[١١]


أُحِـبُّ أَخـي وَإِنْ أعْرَضْتُ عَنْهُ وَقَـلَّ عـلى مـسـامِعِهِ كلامي وَلي فـي وَجْهِهِ تَـقْطيبُ راضٍ كَما قَطَّبْتَ في إثْرِ المُدامِ وَرُبَّ تَـقَـطـبٍ مِـنْ غَـيْـرِ بُغْضٍ وَبُـغْـضٍ كـامِـنٍ تَحْتَ ابْتِسامِ


المراجع

  1. ديوان أبو العتاهية
  2. ربيعة بن مقروم، ديون ربيعة بن مقروم الضبي، صفحة 20-21.
  3. ديوان بشار بن برد
  4. "أَخٌ لِيَ مَستورُ الطِباعِ جَعَلتَهُ"، موسوعة الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 7-11-2021. بتصرّف.
  5. ديوان الأصمعي
  6. الإمام الشافعي، ديوان الشافعي، صفحة 59.
  7. الإمام علي بن أبي طالب، "إِلبِس أَخاكَ عَلى عُيوبِه"، موسوعة الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 7/11/2021.
  8. ديوان أبي الفتح البستي
  9. "قصيدة خَيرُ إِخوانِكَ المُشارِكُ في المُر"، موسوعة الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 8/6/2021. بتصرّف.
  10. الشاعر البحتري، "كَم مِن أَخٍ لَكَ لَستَ تُنكِرُهُ"، موسوعة الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 8/6/2021. بتصرّف.
  11. ديوان ابن رشيق القيرواني