زهير بن أبي سلمى

شاعر جاهلي من المتقدمين، أحد أصحاب المعلقات العشر، وحكيم الشعراء، وهو زهير بن أبي سلمى بن ربيعة بن رباح، يعود لبني مزينة، وينتمي لبني غطفان بإقامته عندهم، له ديوان شعر لقصائده وأشعاره، وقد تم شرحه بصورة متكررة، وأشهر ما فيه معلقته "أمن أم أوفى دمنة لم تكلم، مجوماته الدراج فالمتلثم"[١].





مولد زهير بن أبي سلمى

ولد زهير عام 530 في قبيلة مزينة، وأقام عند قبيلة غطفان؛ إذ أنه تزوج منهم، والده شاعر، وقد توفي وهو صغير، كما أن أختاه سلمى والخنساء شاعرتين، وزوج أمه أوس بن حجر أيضًا شاعر، وبذلك فقد ترعرع في بيئةٍ يحيط بها الشعر من جميع الأطراف، وقد أنجب زهير ولدان من زوجته الثانية كبشة بنت عمار من بني غطفان، هما بحير، وكعب بن زهير، اللذان كانا شاعرين، وحفيده المضرب بن كعب، وابنه العوام بن المضرب شاعرين أيضًا.[٢][٣]


ثقافة زهير بن أبي سلمى

أما عمن تأثّر به زهير، وناله في علمه من الشعر؛ فهو خال أبوه بشامة بن الغدير، الذي كان شاعرًا معروفًا، وسيدًا ثريًا، فأورث زهيرًا ماله، وشعره، وحتى أخلاقه، علاوةً على تأثره بزوج أمه أوس بن حجر، وهو شاعر مشهور كما ذُكِر.[٢][٣]


أسلوب زهير بن أبي سلمى

التكرار من الأساليب الواضحة والجلية في معلقة زهير، حيث يعبر من خلاله عن أحاسيسه المدفونة، علاوةً على التشبيه، والاستعارة، والبديع من البلاغة في استخدام المحسنات كالطباق، والجناس، وغيره من المعاني، والصور، والخيال الذي عمد زهير إلى استخدامها في التعبير عمّا لم يعايشه، ولكن قلبه نابضٌ به[٤].


منهج زهير بن أبي سلمى

نهج زهير ما نهجه سائر شعراء الجاهلية في أغراض الشعر من الوقوف على الأطلال، وذكر الديار، والمديح، والحكمة، وغيره مما كان عندهم، فأمّا المديح فقد كان مع الحرص على الاقتصاد في القول بلا إسرافٍ، أو غلوٍ، بل كان يدرك الصدق، والبساطة في الكلام فيه، وأما في الغزل فقد كان لا سبيل له معه، إلا أنه صور العشق، والحب، والمعاناة كمن يُعاني حقيقةً، فوصف ارتحال الأحبة بقدرته الفنية فقط، لا بمشاعره، وبهذا يدرك القارئ لشعره ترفعه، ونبله عمّا هو دون منه، فلا يفحش في القول، وإن كان بالمدح أو بالوصف، ولا يقذع في الهجاء.[٥]


مؤلفات زهي بن أبي سلمى

لزهير ديوان شعري تم تقديمه وطرحة بعدة شروحٍ، وكان وليم بن الورد أول من نشر هذا الديوان، في مجموعة أسماها "كتاب العقد الثمين في دواوين الشعراء الجاهليين"، وذلك عام 1870.[٦]


أشهر أشعار زهير بن أبي سلمى

أشهر أشعار زهير بن أبي سلمى معلقته، وهي تتألف من 64 بيت، وقد نُظِمَت بعد حرب عبس، وذيبان، فكان فيها مدح المصلحين، وكف المتخاصمين عن الحقد، وسفك الدماء، وقد استهل زهير معلقته بذكرى حبيبته وذكراها، من ثم وصف القبائل، وجميل ما عندهم، حتى الغزوات، والحروب، والخصام، والسلام، أما عن مطلع معلقته فهو[٧]:


أَمِن أُمِّ أَوفى دِمنَةٌ لَم تَكَلَّمِ بِحَومانَةِ الدُرّاجِ فَالمُتَثَلَّمِ وَدارٌ لَها بِالرَقمَتَينِ كَأَنَّها مَراجِعُ وَشمٍ في نَواشِرِ مِعصَمِ بِها العَينُ وَالأَرآمُ يَمشينَ خِلفَةً وَأَطلاؤُها يَنهَضنَ مِن كُلِّ مَجثِمِ وَقَفتُ بِها مِن بَعدِ عِشرينَ حِجَّةً فَلَأياً عَرَفتُ الدارَ بَعدَ التَوَهُّمِ أَثافِيَّ سُفعاً في مُعَرَّسِ مِرجَلٍ وَنُؤياً كَجِذمِ الحَوضِ لَم يَتَثَلَّمِ فَلَمّا عَرَفتُ الدارَ قُلتُ لِرَبعِها أَلا عِم صَباحاً أَيُّها الرَبعُ



وفاة زهير بن أبي سلمى

الأرجح في وفاة زهير بأنه مات قبيل مبعث الرسول صلى الله عليه وسلم بسنة؛ إذ كانت البعثة والرسول في أول الأربعين من عمره عام 610 م[٨]، وقد عمر زهير طويلًا، إذ كان في سعةٍ من المال، وقد اكتسب شعره شهرةً واسعة فأصبح من أشراف قبيلته.[٢][٣]

المراجع

  1. أديب محمد، معلقة زهير بن أبي سلمى في شرح المعلقات للزوزني، صفحة 22. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت أديب محمد، معلقة زهير بن أبي سلمى في شرح المعلقات للزوزني، صفحة 22-23. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ت شرحه وقدم له الأستاذ علي حسن فاعور، ديوان زهير بن أبي سلمى، صفحة 3. بتصرّف.
  4. أديب محمد، معلقة زهير بن أبي سلمى في شرح المعلقات للزوزني، صفحة 54-65. بتصرّف.
  5. شرحه وقدم له الأستاذ علي حسن فاعور، ديوان زهير بن أبي سلمى، صفحة 8-6. بتصرّف.
  6. أديب محمد، معلقة زهير بن أبي سلمى في شرح المعلقات للزوزني، صفحة 23-24. بتصرّف.
  7. أديب محمد، معلقة زهير بن أبي سلمى في شرح المعلقات للزوزني، صفحة 25-24. بتصرّف.
  8. صنعة الإمام أبي العباس أحمد بن يحيى بن زيد الشيباني ثعلب، شرح ديوان زهير بن أبي سلمى، صفحة 9. بتصرّف.