قصيدة صباح الخير يا وطني

تعود قصيدة "صباح الخير يا وطني" أو "صباح الخير يا وطنًا" إلى الشاعر اليمني عباس الديلمي، الذي وُلد عام 1952م في إحدى قرى محافظة تعز اليمنية، وقد تعلّم مبادئ الفقه واللغة العربية على يد عدد من الشيوخ والأعلام الذين عُرفوا في وقته، وبعد أن أكمل تعليمه الأساسي التحق بجامعة صنعاء كلية الآداب قسم الفلسفة وتخرج عام 1978م، ثم عمل مُعدًا للبرامج في الإذاعة، وتولّى منصب المدير العام فيها عام 1995م، كما أصبح عضوًا في اتحاد الأدباء والكتّاب العرب، ويُذكر أنّ لعباس الديلمي العديد من الأعمال الوطنية والدواوين الشعرية.[١]


مناسبة قصيدة صباح الخير يا وطني

نظم الشاعر عباس الديلمي قصيدته هذه في حبّ الوطن معبرًا عن مكانته في قلوب أبنائه، ويُلاحظ أنه كان يتحدث بلسان كل إنسان عربي.[٢]


تحليل قصيدة صباح الخير يا وطني

يفتتح الشاعر قصيدته بإلقاء تحية الصباح والإشراق على وطنه، هذا الوطن الذي ورث المجد والعُلا عن الآباء والأجداد وما زال مستمرًا على ذلك ومن علو إلى علوّ، ثم يخاطبه بقوله إنّا نعشقك أيها الوطن برمال صحاريك، وبسفوح هضابك، وبسهولك وكلّ ما فيك، ليعود ويُلقي عليه تحية الصباح من جديد ويشبهه بالمحبوبة التي تُهدى لها القُبُلات، فالشمس عندما تُشرق كأنها تطبع على قممه وهضابه قبلة الصباح الأولى.[٢]


بعد ذلك يُبرز الشاعر مكانة هذا الوطن، فهو وطن الخير، وقد ذُكر في كتاب الله تعالى، كما شبه طُهره بطهارة من يقوم للصلاة، ثم يقارن الشاعر بين ماء الوطن ودمه هو، مبينًا أنّ ماء الوطن أغلى من الدم، كما أن هذا الوطن هو أرض الرسل الهداة وقد اكتسب الطهارة من طهرهم، ويُشير بعد ذلك إلى أنّ حب الوطن هداية لمن ضلّ السبيل، لذا يطلب من الله تعالى أن يحميه بقدرته.[٢]


ينتقل الشاعر بعد ذلك إلى الطبيعة الخضراء التي يتمتع بها وطنه، فقد صوره بأنه منديل أخضر ينبسط ليسكب عليه الشاعر عواطفه شوقًا ومحبةً، أما تربته السمراء فكأنها إنسان يشعّ بالمجد والفخار اللذين قاما على أرضه، ثم يُناجي الشاعر الوطن بقوله إننا كبرنا على حُبك وعشقك حتى أصبحنا كأننا نذوب بحبّك، وفي البيتين الأخيرين يكرر ما ذكره في البيتين السادس والسابع، وفيما يأتي نص القصيدة:[٢]

صبَاحُ الخَيْرِ يَا وَطنَاً يَسِيرُ بِمَجْدِهِ العَالِي إلى الأَعلى

ويَا أرْضَاً عَشِقنَا رَمْلَهَا والسَفْحَ والشُطْآنَ والسَهْلا

صباحُ الخيرِ يا قِمَمَاً إليكِ الشمسُ تُهدي القُبلةَ الأولَى

وأنتِ الخيرُ يا من في كتابِ اللهِ ذِكرُكِ آيةً تُتلى

وأنتِ الخيرُ يا بَلدي يا بلدي

تُرابُكِ طُهْرُ مَنْ صَلّى وماؤكِ مِن دَمي أغلى

وحُبّكِ هَدْيُ مَنْ ضَلّ حَمَاكِ الخَالِقُ المَولى

على مِندِيلِكِ الأَخْضَر سكبتُ عَواطِفي عِطرَا

وفوقَ جَبينكِ الأسْمر رأيتُ المَجْدَ والفَخْرَا

وفِيكِ بِحُبِّنا الأكبر أذوبُ بلوعة حرى

تُرابُكِ طُهْرُ مَنْ صَلّى وماؤكِ مِن دَمي أغلى

وحُبّكِ هَدْيُ مَنْ ضَلّ حَمَاكِ الخَالِقُ المَولى


ولقراءة تحليل المزيد من القصائد التي تناولت موضوع حب الوطن: قصيدة هذي بلادي، قصيدة موطني.

المراجع

  1. "الشاعر عباس الديلمي"، عباس الديلمي. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت ث "شرح قصيدة صباح الخير يا وطني"، معلمو الأردن. بتصرّف.