المهلهل

هو عدي بن ربيعة بن الحارث بن زهير بن جُشم بن تغلب، لُقِّب بالمُهلهل، وقيلَ بأنَّهُ سمي بذلك نسبة إلى اضطرابِ شِعرهِ واختلافه، ويُعرفُ ابن ربيعة بأنَّهُ خال الشّاعر امرؤ القيس، وجدّ الشّاعر عمرو بن كلثوم، وهو واحِدٌ من أقدم الشُّعراء الجّاهليين الّذين وصلت إلينا أشعارهم صحيحة، وهو صاحبُ ريادة في حركة الشِّعر العربيّ إضافةً إلى أنه صاحب الفضل الأول في رسمِ أهم ملامح قصيدة الرّثاء العربيّة، ويُقالُ بأنَّهُ أوّل من قصّد القصائد، فعُرِفَ برائد القصيدة الطّويلة، ورائد القصيدة المسبوقة بالمُقدّمة الطّللية.[١]


نشأة المهلهل وحياته

نشأ المُهلهل بن ربيعة في قبيلة تغلب، في بيتِ سيّدها ربيعة، وخاض عدّة حروبٍ فيها كحرب السلّان، كان ابن ربيعة يعيش حياة هانئة، وميسورة فانصرف إلى التّمتع بأمور الحياة شأنه شأن الشّبان الأمراء، وميسوري الحال في ذلك الوقت.[٢]


المنهج الشّعريَّ للمهلهل بن ربيعة

يُعرَف المُهلهل بالرّائد الأول في الشّعر العربيّ؛ إذ كان أول من أطال القصيدة العربيّة بعد أن كانت ترد في بداية الأمر في أبياتٍ مُفردة، قصيرة ومقطوعات قصيرة، فكان أول من كتب القصيدة الطّويلة، إضافةً إلى أنّ شعره كان يدور حول حرب البسوس، ورثاء أخيه، والتوعد للأعداء من بني بكرٍ، وحلفائهم.[٣]


مؤلّفات المهلهل بن ربيعة

تركَ لنا المُهلهل بن ربيعة ديوانًا شِعريًّا جُمِعت به أشعاره، وكان قد ذكر هذا الدّيوان "حاجي خليفة"، وقام الأب "لويس شيخو" بجمع ما تفرّق من شعر المهلهل، وضمها إلى كتابه "شعراء النّصرانيّة".[٤]


نموذج من شعر المهلهل بن ربيعة

قال المهلهل بن ربيعة يرثي أخاه:[٥]

أَهاجَ قَذاءَ عَينِيَ الإِذِّكارُ هُدُوّاً فَالدُموعُ لَها اِنحِدارُ

وَصارَ اللَيلُ مُشتَمِلاً عَلَينا كَأَنَّ اللَيلَ لَيسَ لَهُ نَهارُ

وَبِتُّ أُراقِبُ الجَوزاءَ حَتّى تَقارَبَ مِن أَوائِلِها اِنحِدارُ

أُصَرِّفُ مُقلَتَيَّ في إِثرِ قَومٍ تَبايَنَتِ البِلادُ بِهِم فَغاروا

وَأَبكي وَالنُجومُ مُطَلِّعاتٌ كَأَن لَم تَحوِها عَنّي البِحارُ

عَلى مَن لَو نُعيتُ وَكانَ حَيّاً لَقادَ الخَيلَ يَحجُبُها الغُبارُ

دَعَوتُكَ يا كُلَيبُ فَلَم تُجِبني وَكَيفَ يُجيبُني البَلَدُ القِفارُ

أَجِبني يا كُلَيبُ خَلاكَ ذَمُّ ضَنيناتُ النُفوسِ لَها مَزارُ

أَجِبني يا كُلَيبُ خَلاكَ ذَمُّ لَقَد فُجِعَت بِفارِسِها نِزارُ

سَقاكَ الغَيثُ إِنَّكَ كُنتَ غَيثاً وَيُسراً حينَ يُلتَمَسُ اليَسارُ

أَبَت عَينايَ بَعدَكَ أَن تَكُفّا كَأَنَّ غَضا القَتادِ لَها شِفارُ

وَإِنَّكَ كُنتَ تَحلُمُ عَن رِجالٍ وَتَعفو عَنهُمُ وَلَكَ اِقتِدارُ

وَتَمنَعُ أَن يَمَسَّهُمُ لِسانٌ مَخافَةَ مَن يُجيرُ وَلا يُجارُ

وَكُنتُ أَعُدُّ قُربي مِنكَ رِبحاً إِذا ما عَدَّتِ الرِبحَ التِجارُ

فَلا تَبعَد فَكُلٌّ سَوفَ يَلقى شَعوباً يَستَديرُ بِها المَدارُ

يَعيشُ المَرءُ عِندَ بَني أَبيهِ وَيوشِكُ أَن يَصيرَ بِحَيثُ صاروا

أَرى طولَ الحَياةِ وَقَد تَوَلّى كَما قَد يُسلَبُ الشَيءُ المُعارُ

كَاَنّي إِذ نَعى النّاعي كُلَيباً تَطايَرَ بَينَ جَنبَيَّ الشَرارُ

فَدُرتُ وَقَد عَشِيَّ بَصَري عَلَيهِ كَما دارَت بِشارِبِها العُقارُ

سَأَلتُ الحَيَّ أَينَ دَفَنتُموهُ فَقالوا لي بِسَفحِ الحَيِّ دارُ[٦]


وفاة المهلهل بن ربيعة

تَعدّدت الرّوايات والأقوال في مسألةِ وفاة المهلهل بن ربيعة، فمنهم من قال بأنَّهُ فارق قومه، وعاش عند أخوالِه إلى أن مات، ومنهم من قال بأنّ عمرو بن مالك أسره في بلاد البحرين، وأحسن مُعاملته، ثمّ شرب خمرًا إلى أن ثمل وأخذ يتغنى بأمجاد تغلب، فغضب عمرو بن مالك منه فحرمهُ الماء، والشُّرب، واللّبن إلى أن ماتَ عطشًا.[٦]

المراجع

  1. عدنان أحمد، ريادة المهلهل بين الشك واليقين، صفحة 11-14. بتصرّف.
  2. طلال حرب، ديوان مهلهل بن ربيعة، صفحة 10-11. بتصرّف.
  3. يسرى مرمول، نسرين مرواني، شخصية مهلهل بن ربيعة في شعره.pdf ملامح شخصية مهلهل بن ربيعة في شعره، صفحة 17. بتصرّف.
  4. شوابح منال، موازنة بين بكائيات المهلهل بن ربيعة والخنساء دراسة فنية موضوعية، صفحة 28. بتصرّف.
  5. طلال حرب ، ديوان مهلهل بن ربيعة، صفحة 31-32.
  6. ^ أ ب شوابح منال، موازنة بين بكائيات المهلهل بن ربيعة والخنساء دراسة فنية موضوعية، صفحة 26. بتصرّف.