عزمي عبد الوهاب

هو شاعر مصري من شعراء النثر، والذي أصبح محط أنظار النقاد الأدبيين، كما أنه محرر ثقافي في مؤسسة الأهرام المصرية، وله العديد من المؤلفات والدواوين الشعرية، وقد حاز على جوائز عدة من مختلف الجهات الأدبية، من مثل: صحيفة "أخبار الأدب"، وصندوق التنمية في مصر.[١]


مولد ونشأة عزمي عبد الوهاب

إن عام ولادة الشاعر ليس معروفًا، لكنه وُلد في الجانب الريفي والقروي من مصر، ورغم مغادرته له واستقراره في العاصمة القاهرة، إلا أن الأثر الريفي يظهر جليًا في كتاباته.[١]


حياة عزمي عبد الوهاب المهنية

يعمل الشاعر عزمي في التحرير لدى مؤسسة الأهرام، كما أنه مسجل ككاتب لدى أحد مواقع الكتابة، مثل موقع ديوان العرب الذي له العديد من الكتابات عليه، والتي يقع جزءٌ منها عنه، وعن أشعاره.[١]


منهج عزمي عبد الوهاب الشعري

يتبع الشاعر عزمي عبد الوهاب في أشعاره أسلوب النثر، والذي أشار في مقابلته لإحدى الصحف الإخبارية عن انزعاجه كون هذا النوع من الشعر لا يلاقي التقدير المستحق، والحفاوة اللازمة والداعمة له.


رغم أن عزمي قد أصبح وجهة النقاد الأولى، إلا أنه بقي صامدًا على رأيه، والذي يتمحور حول أن أسر القصيدة بالمتن يجعلها تفقد دوافع وجودها وشعلة انطلاقها.


أما عن موضوعاته الشعرية، فالناظر فيها يجد ويستشعر أنها تتسم بغزارة حزنها وشجنها، فيقول عزمي في ذلك: "طوال الوقت كانت لدي فكرة عن الحزن باعتباره قيمة كبيرة، لها صلة بالعمق، كما أنه يجعلك أكثر نضجًا، وبه مساحات كبيرة صالحة للكتابة، وربما ما جعلني أتأمل حالات الحزن، أنه ضد طبيعة الإنسان".


كما أنه لجأ إلى قصص الحب المنقوصة، بنهايات غير كاملة، زاعمًا على أن الكمال غير منطقي، وغير حقيقي، وأن كل ما هو عظيم في هذا الكون لا يمكن أن يكون كاملًا، بل يجب أن يبقى قيد النقصان، ليظل مداه مفتوحًا للمزيد، وهذا ما يجعله عظيمًا.

بالإضافة إلى تطرقه لموضوع الغربة ووحشتها، حيث أنه لم يتحرر من حنينه للقرية والريف، كما أنه صرّح معارضته لفكرة الحضارة، حيث عدّها بيئة خصبة لتآكل روح الإنسان، إضافةً إلى كرهه تفاصيل المدينة، التي يصفها بالشحوب والجمود، ويصفها قاتلة لفطرة الإنسان الطبيعية.[١]


مؤلفات عزمي عبد الوهاب

للشاعر عزمي عبدالوهاب عدة دواوين شعرية، وهي كالآتي:[١]

  • ديوان يمشي في العاصفة.
  • ديوان النوافذ لا أثر لها.
  • ديوان الأسماء لا تليق بالأماكن.
  • كتاب نثري بعنوان وجوه تطل من مرايا الروح.
  • ديوان بأكاذيب سوداء كثيرة.
  • ديوان بعد خروج الملاك مباشرة.
  • ديوان حارس الفنار العجوز.
  • ديوان شخص جدير بالكراهية.


شعر عزمي عبد الوهاب

الأبيات الشعرية التالية مقتطفة من قصيدة "ربّما"، لديوان عزمي الشعري المسمى "حارس الفنار العجوز":

أبانا الذي في الشوارع

منحت امرأةً واحدة كل هذا القبح

فانكشفنا كصرخةِ يُتمٍ

فوق قبرٍ فقير

قلت لنا: إنها امرأةٌ

تدخل الحياة بقليل من البهجة

فلا تقربوا

واقتربنا

كنا خارجين من الهواء النظيف

ثوبَ الأحياء العطنة،

ظهرنا مكشوف كالريح

وقطارنا هارب بجريمةٍ كاملةٍ

قلت لنا: ادخلوا

ودخلنا

كانت أحذية العسكر تدوس أحلامًنا

وتحشو رؤوسنا بقنابل الدخان

قالوا: ارجعوا

فرجعنا!

هل تُراك قايضتنا بحفنةٍ من لصوص؟

أبانا

الفئرانُ في الساحات، تحت الكباري،

في المقاهي والأزقة

في مبنى الرئاسة ووزارة الدفاع..

والجثث تملأ العرباتِ الفارهة

هل ترى؟!

الطاعون في عيوننا

تحت جلودنا

قلت: إنه الحصار

قلنا: أعدنا إلى أمهاتنا

فلم تدلنا يداك على الطريق

رائحة الحرب

كانت تزكم ميدان التحرير،

والمظاهرات تمنع عاشقين

من الوصول إلى الحب،

والجغرافيا

تبدأ الآن من نشيج امرأة

محبوسةٍ في "عصفور الجنة"


وجوه تطل من مرايا الروح

يعد هذا الكتاب من أشهر مؤلفات الشاعر المصري عزمي عبد الوهاب، وعادةً ما يظن القارئ للوهلة الأولى بأنه ديوان شعري آخر له كما هو المعتاد، إلا أنه كتاب نثر، يضم فيه قراءات لأكثر من ثلاثين سيرة ذاتية عربية، تمت كتابتها بواسطة مفكرون، وأدباء، ونقاد.


إلا أنّ أسلوب عزمي جاء فيها، كما لو أن هذه السير تتحدث عن نفسها، فتطل من مرايا روحه كما وصف ذلك في العنوان، ويعبر الكاتب عن أسلوبه وصياغة كتابته بقوله: "مغرم بالتفاصيل الصغيرة، التي يسكنها الشيطان، فقد كان همي أن أبحث عن الجانب الخفي في حياة هؤلاء الكبار، وقد سجلوه بأنفسهم، كأن يتحدث العالم عبد العظيم أنيس عن تخلفه الدراسي، ورسوبه في الابتدائية، ومعايرة زملائه الصغار لعيب خلقي في فمه، أو نرى كيف كانت نحافة شيخ التربويين حامد عمار، عاملًا نفسيًا مؤثرًا بحث عن حل له في لندن".


ينقسم هذا الكتاب إلى ستة فصول، يضم كل منها أكثر من سيرة لكُتّاب اجتمع بينهم التشابه في الموضوع الشعري الرئيسي، مثل الفصل الذي يحمل عنوان "شعراء الحزن والموت المقيم" الذي يضم محمود درويش وقاسم حداد وغيرهم، والفصل الأخير "نساء في وجه العاصفة"، والذي يضم أسماء مثل لطيفة الزيات، وفدوى الطوقان، وفاطمة المرنيسي.[٢]

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج محمد بركة (13/7/2019)، "الشاعر المصري عزمي عبدالوهاب: قصيدة النثر لا تلقى التقدير"، العين الإخبارية، صفحة 1.
  2. "وجوه تطل من مرايا الروح» كتاب جديد لعزمي عبدالوهاب"، الدستور الأردنية، 2/6/2019، صفحة 1.